الخطبة الأولى للجمعة الأولى من صفرأيها الشباب هذا آوان تحصيل الحسنات، واكتساب الطاعات، وإطاعة العلي الأكبر، فإذا ذهب شبابكم تحسرتم على ما فاتكم، وتمنيتم ليت الشباب يعود، وهو لا يعود إلى الوقت المقدر، وأحذروا من فتنة شبابكم فإنه من مصائد الشيطان ومكائده، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من يضمن لي اثنين أضمن له الجنة: ما بين رجليه، وما بين لحييه)(1). فإياكم ثم إياكم أن تنهملوا في اللذات، وتتبعوا الشهوات، وترتكبوا الفحشاء والمنكر.
ويا أيها الشيوخ ذهب الشباب وجاء المشيب المخبر بقرب الأجل المقرر، فتوجهوا بطيب نفوسكم إلى مولاكم، واستغفروه بالصباح والمساء والسحر، وعليكم بتقوى الله في السر والعلانية، واطلبوا رضاءه في كل ساعة، فرضوان من الله أكبر، وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة وصوموا رمضان وحجوا قبل أن لا يحج البيت، وقبل أن تفاجئكم الدواهي هي أدهى وأمر، وطهروا قلوبكم من الرذائل الخبيثة والأوصاف الدنية من الحسد والكبر والبغض والفخر، فمن صلح قلبه صلح الجسد كله ، ومن فسد قلبه فسد جسده كله واستحق السقر، وعليكم بالتوكل في كل الأمور على الله تبارك وتعالى، فعنده أم الكتاب مكتوب فيه ما كان وما يكون إلى الأجل المقدر، لا تتحرك ذرة إلا بإذنه، ولا تصيب مصيبة إلا بأمره، خلق كل شيء بقدر.
Page 24