389

Al-Lamḥa fī sharḥ al-Mulḥa

اللمحة في شرح الملحة

Editor

إبراهيم بن سالم الصاعدي

Publisher

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1424 AH

Publisher Location

المدينة المنورة

وكلُّ اسم صلح أن يكون١جواب٢ (أين) في الاستفهام فهو مكان، تقول من ذلك: (جلست خلفك) و(سرتُ أمامك) و(قعدتّ دونك) و(داري غربي دارك) و(وجهي تلقاء وجهك) و(سرت يَمْنَةَ الأمير) و(لي قبلك حقّ) و(توجّهتُ نحو المدينة) ٣؛ فإن لم تتضمّن٤هذه الأسماء معنى (في) لم تكن ظروفًا، وجاز أن تعتقب عليها العوامل بوُجوه الإعراب؛ فإذا قلتَ: (دخلتُ البيت) فإنه منتصب نصب المفعول به لوُقوع الفِعل عليه، لا بوقوعه فيه٥؛

١ في أ: أن يقع في.
٢ في كلتا النّسختين: جوابه، والصّواب ما هو مثبَت.
٣ ساق الشّارح ﵀ هذه الأمثلة ليبيّن أنّ هذه الأسماء إذا وردت متضمّنة معنى (في) ولم يُنطق بها نصبت نصب ظروف المكان.
٤ في أ: يتضمّن، وهو تصحيف.
٥ النّصب فيه ليس على الظّرفيّة، بل على التّوسّع بإسقاط الخافض، وإجراء القاصر مجرى المتعدِّي؛ فهو مشبّه بالمفعول لا ظرف؛ وهذا مذهب الفارسيّ - الإيضاح ١٦١ -، واختاره ابن مالكٍ في التّسهيل ٩٨، وشرحه ٢/٢٠٠، ٢٠١، ونسبه لسيبويه؛ قال سيبويه ١/١٥٩: "أجازوا قولهم: دخلتُ البيت، وإنّما معناه: دخلتُ في البيت، والعامِل فيه الفعل، وليس المنتصب ههنا بمنزلة الظّرف".
وقيل: إنّه منصوبٌ على الظّرفيّة تشبيهًا بالمبهَم، ونسبه الشّلوبين إلى سيبويه، وإلى الجمهور.
يُنظر: توضيح المقاصد ٢/٩٠، والأشمونيّ ٢/١٢٦.
وقال سيبويه ١/٣٥: "وقد قال بعضُهم: ذهبتُ الشّام يشبّهه بالمبهَم، إذا كان مكانًا يقع عليه المكان والمذهبُ. وهذا شاذٌّ؛ لأنّه ليس في ذهب دليلٌ على الشّام، وفيه دليل على المذهب والمكان، ومثل ذهبت الشّام: دخلتُ البيتَ".
وقيل: إنّه مفعولٌ به، و(دخل) مثلًا تارةً يتعدّى بنفسه، وتارة بحرف؛ وهو مذهب الأخفش.
يُنظر: توضيح المقاصد ٢/٩١، والارتشاف ٢/٢٥٣، والهمع ٣/١٥٣.

1 / 448