* مسألة
فان قال : فما معنى قوله تعالى : ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا )؟ قيل له : قال الله تعالى (بعد ذلك) (1): ( ذلك ظن الذين كفروا ) (2) فدل ذلك على أن المعنى فيها (ما) (3) خلقتهما (4) وما بينهما وأنا لا أثيب من أطاعنى ولا أعاقب من عصانى وكفر بى ، لأن الكافرين ظنوا أنهم لا يعادون ولا لهم رجعة فيعاقبون. فبين الله تعالى أنه ما خلق الا ومصير بعضهم الى ثواب ورجوع بعضهم الى العقاب ، وأن الكافرين ظنوا ذلك (5) (6) لأنه بين أن ذلك باب الثواب والعقاب ، لأنه تعالى قال : ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار ) (7) فأخبر تعالى أن ظن المشركين الذين أنكر عليهم أنهم ظنوا (8) أنه لا عاقبة يقع فيها تفرقة (9) بين المؤمنين والكافرين. وقد (10) يحتمل :
Page 86