Laali Saniyya Fi Tahani Sultaniyya
اللآلئ السنية في التهاني السلطانية
Genres
إن بلدنا زراعية وأساس ثروتنا هي الزراعة، فوجب علينا ترقيتها بكل الوسائل.
يوجد لدينا في القطر المصري وزارة الزراعة ولها أعمال كثيرة جليلة الفائدة، ولكني أود جدا أن يكون بجانبها أيضا جمعيتكم هذه تبحث وتنقب وتهدي الفلاح إلى ما فيه فلاح أرضه وزرعه، وليس ذلك بغريب لأن البلاد الأوروبية يوجد بها وزارات الزراعة وبجانبها كثير من الجمعيات الزراعية.
وإني سررت غاية السرور عندما بلغني أنكم قررتم بالإجماع بجلستكم أول البارحة رغبتكم الأكيدة في أعمالكم النافعة بهذا القطر، فأهنئكم من صميم قلبي على هذه العزيمة، وأتمنى لجمعيتكم نجاحا مستمرا إن شاء الله.
ولما تشرف حضرات رئيس الجمعية الخيرية القبطية وأعضائها بمقابلة عظمته حادثهم طويلا وحثهم على الاستمرار في الأعمال الخيرية، والعمل على تخفيف ويلات الفقر عن بني الإنسان، وتثقيف عقول بناتهم وأبنائهم وتطبيب مرضاهم. •••
ولما تشرف حضرات رئيس جمعية التوفيق القبطية وأعضائها بالمثول بين يدي عظمته تعطف، فسألهم عن حالة الجمعية وأعمالها ثم زودهم بنصائحه الرشيدة وحثهم على المثابرة على أعمال الإصلاح المفيدة، وأظهر مزيد عنايته بكل ما يتعلق بتقدم رعاياه. •••
وقال عظمته لسعادة مدير الجيزة محمود بك نصرت عند ما بلغه أنه أصلح بين عائلتي الزمر وعابدين:
وأجمع بينهما ثانية وأبلغهما بأن إرادتي تقضي بأن يكون هذا الصلح صلحا دائما وطيدا؛ إذ جل نيتي أن يكون رعاياي جميعا كعائلة واحدة على تمام الوفاق والوئام.
وقال عظمته لحضرة العلامة الدكتور يعقوب أفندي صروف أحد أصحاب جريدة المقطم الأغر بشأن العلم والتعليم:
إني عازم إن شاء الله أن أزور الأزهر الشريف وأقف بنفسي على أساليب التعليم فيه، ولو اقتضت هذه الزيارة ساعة أو ساعتين، ثم أنظر مع المتولين شؤونه في الأساليب التي ترقي العلوم العصرية فيه حتى تضارع ما فيه من العلوم اللغوية والشرعية، فيحافظ هذا المعهد العلمي العظيم على العلوم الإسلامية كلها ويضيف إليها ما ثبتت أصوله وتحقق نفعه من العلوم الرياضية كالجبر والهندسة والفلك.
قال صاحب الحديث: فقلت لعظمته إن هذه العلوم كانت تعلم في الأزهر وقد لقيت منذ نحو ثلاثين سنة بعض الذين درسوا مبادئها من شيوخه، ولما ذاكرتهم فيها بمصطلحاتها القديمة كالأس والمال والسمت والنظير أبرقت أسرتهم وقالوا هذه علومنا وهذه مصطلحاتنا العلمية، ولا ندري لماذا عدل المؤلفون عنها في هذا العصر.
Unknown page