ضربته لا تخاف نبوته، اخرج بالعفو عنك قبل ان ادخل بالعقوبة عليك، وكان يتكلم بمثل هذه الكلمات، ثم فتح الباب على وجل وحذر شديد، فإذا كلب قد خرج، فقال الحمد لله الذي مسخك كلبا وكفاني حربا.
(أقول) ويشبه ذلك خير المجنون الذي كان مقيما بالكوفة وكان الف دكان طحان فإذا اجتمع الصبيان عليه وآذوه يقول: الآن حمى الوطيس وطاب اللقاء وانا على بصيرة من أمري، ثم يثبت ويحمحم ويقول:
أريني سلاحي لا أبا لك انني * أرى الحرب لا تزداد إلا تماديا ثم يتناول قصبته ليركبها فإذا تناولها يقول:
أشد على الكتيبة لا أبالي * احتفي كان فيها أو سواها فينهزم الصبيان بين يديه فإذا لحق بعضهم يرمي الصبي بنفسه إلى الأرض فيقف عليه ويقول: عورة مسلم وحمى مؤمن ولولا ذلك لتلفت نفس عمرو بن العاص يوم صفين، ثم يقول: لأسيرن فيكم سيرة أمير المؤمنين " ع " لا اتبع موليا ولا أجهز على جريح ثم يعود إلى مكانه ويقول:
انا الرجل الضرب الذي تعرفونه * خشاش كرأس الحية المتوقد حكي عن الأصمعي قال رأيت بعض الاعراب يفلي ثيابه فيقتل البراغيث ويدع القمل فقلت يا اعرابي ولم تصنع هذا؟ فقال اقتل الفرسان ثم اعطف على الرجالة.
(أبو خالد الزبالي) من أصحاب الكاظم " ع " روى الشيخ الكليني عنه قال لما
أقدم بأبي الحسن موسى " ع " على المهدي القدمة الأولى نزل زبالة فكنت أحدثه فرآني مغموما فقال يا أبا خالد مالي أراك مغموما فقلت وكيف لا اغتم وأنت تحمل إلى هذا الطاغية ولا أدري ما يحدث فيك فقال لي ليس علي بأس فإذا كان شهر كذا وكذا ويوم كذا فوافني في أول الميل فما كان لي هم إلا احصاء الشهور والأيام حتى كان
Page 62