وكان ثبتا صدوقا حجة سالم العقيدة من البدع الفلسفية والاعتزال والتجسم ومال إلى مذهب أهل الظاهر والى محبة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " ع " كثير الخشوع والبكاء عند قرائة القرآن انتهى ملخصا. توفي بالقاهرة سنة 745 (ذمة) ورثاه الصفدي.
ومن كلماته وكان يوصى بها: ينبغي للعاقل ان يعامل كل أحد في الظاهر معاملة الصديق، وفي الباطن معاملة العدو في التحفظ منه والتحرز، وليكن في التحرز عن صديقه أشد مما يكون في التحرز عن عدوه وان يعذر الناس في مباحثهم وادراكاتهم فان ذلك على حسب عقولهم وان يضبط نفسه عن المراء والاستخفاف بأبناء زمانه وان لا يبحث إلا مع من اجتمعت فيه شرائط الديانة والفهم والمزاولة لما يبحث وان لا يغضب على من لا يفهم مراده ومن لا يدرك ما يدركه وان لا يقدم على تخطئة أحد ببادئ الرأي ولا يعرض بذكر أهله ولا يجري ذكر حرمه بحضرة جليسه وان لا يركن على أحد إلا على الله تعالى وان يكثر من مطالعة التواريخ فإنها تلقح عقلا جديدا. ومن شعره:
أرحت روحي من الإيناس بالناس * لما غنيت عن الأكياس بالياس وصرت في البيت وحدي لا أرى أحدا * بنات فكري وكتبي كان جلاسي وقال أيضا:
وزهدني في جمعي المال انه * إذ ما انتهى عند الفتى فارق العمرا فلا روحه يوما أراح من العنا * ولم يكتسب حمدا ولم يدخر اجرا ومن شعره أيضا:
عداي لهم فضل علي ومنة * فلا اذهب الرحمن عني الأعاديا هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها * وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا يروي عنه شيخنا الشهيد بواسطة تلميذه جمال الدين عبد الصمد بن إبراهيم ابن الخليل البغدادي
Page 60