لِلنَّصَارَى فِيمَا ادعوهُ وَذَلِكَ أَنه طلب بِهِ إِقْرَار عِيسَى فِي ذَلِك المشهد الْعَظِيم بِأَنَّهُ لم يقل ذَلِك ليحصل فهم النَّصَارَى ذَلِك فيقرر كذبهمْ فِيمَا ادعوهُ
أَو استرشادا نَحْو: ﴿أَتجْعَلُ فِيهَا من يفْسد فِيهَا﴾
أَو نفيا نَحْو: ﴿فَمن يهدي من أضلّ الله﴾ أَو إِخْبَارًا وتحقيقا نَحْو: ﴿هَل أَتَى على الْإِنْسَان حِين من الدَّهْر﴾
وَقد يكون استخبارا وَالْمرَاد بِهِ الافهام والايناس نَحْو: ﴿وَمَا تِلْكَ بيمينك يَا مُوسَى﴾
وَقَوله تَعَالَى: ﴿فَمن أظلم مِمَّن افترى على الله كذبا﴾ وَمَا أشبه ذَلِك من الْآيَات فالاستفهام فِيهَا للنَّفْي وَالْمعْنَى خبر، وبتخصيص كل مَوضِع بِالصَّلَاةِ يَزُول التَّنَاقُض، [بَين هَذِه الْآيَة وَبَين مَا أشبه ذَلِك من الْآيَات] وَلَا يلْزم من نفي التَّفْضِيل نفي الْمُسَاوَاة
وَمن مَعَاني الِاسْتِفْهَام التَّقْرِير: أَي حمل الْمُخَاطب على الْإِقْرَار وَالِاعْتِرَاف بِأَمْر قد اسْتَقر عِنْده
وَحَقِيقَة اسْتِفْهَام التَّقْرِير إِنْكَار، وَالْإِنْكَار نفي وَقد دخل على النَّفْي، وَنفي النَّفْي إِثْبَات وَمن أمثلته قَوْله تَعَالَى: ﴿أَلَسْت بربكم﴾
وَفِي قَوْله تَعَالَى: ﴿أَلا تَأْكُلُونَ﴾ يحْتَمل الْعرض والحث على الْأكل على طَرِيق الْأَدَب إِن قَالَه أول مَا وَضعه، وَيحْتَمل الْإِنْكَار إِن قَالَه حينما رأى إعراضهم
وَمِنْهَا: التَّعَجُّب أَو التعجيب نَحْو: ﴿كَيفَ تكفرون بِاللَّه﴾
والتذكير نَحْو: ﴿ألم أَعهد إِلَيْكُم﴾
والافتخار نَحْو: ﴿أَلَيْسَ لي ملك مصر﴾
والتهويل والتخويف نَحْو: ﴿القارعة مَا القارعة﴾
وَبِالْعَكْسِ نَحْو: ﴿مَاذَا عَلَيْهِم لَو آمنُوا﴾
والتهديد والوعيد نَحْو ﴿ألم نهلك الْأَوَّلين﴾
وَالْأَمر نَحْو: ﴿أَتَصْبِرُونَ﴾
والتكثير نَحْو: ﴿وَكم من قَرْيَة﴾
والتنبيه وَهُوَ من أَقسَام الْأَمر نَحْو: ﴿ألم تَرَ أَن الله أنزل من السَّمَاء مَاء﴾
وَالتَّرْغِيب نَحْو: ﴿هَل أدلكم على تِجَارَة تنجيكم﴾
وَالنَّهْي نَحْو: ﴿مَا غَرَّك بِرَبِّك الْكَرِيم﴾