قالت توبسي وهي تمسح الدموع من عينيها: «كنت هنا.» «أوه، سيدة إيفا. كنت فتاة سيئة؛ لكن ألن تعطيني خصلة من شعرك أيضا؟» «بلى يا توبسي المسكينة! تأكدي أنني سأفعل. هاك، تذكري في كل مرة تنظرين إلى هذه أنني أحبك، وأنني أريدك أن تكوني فتاة صالحة!»
قالت توبسي في لهفة: «أوه، سيدة إيفا، أنا أحاول! لكن من الصعب جدا أن أكون صالحة! يبدو أنني لست معتادة على هذا الأمر!» «الرب يعرف هذا يا توبسي، وهو يشفق على حالك، وسيساعدك.»
خرجت توبسي من الغرفة وهي تخبئ عينيها في مئزرها، لكنها وضعت الخصلة الثمينة في صدرها وهي في طريق خروجها.
خرجت السيدة سانت كلير من الغرفة ومعها أوفيليا، وذهب أوجستين وأخذ ابنته الصغيرة في حضنه، وجلسوا في صمت بعض الوقت، ثم همست الفتاة له: «غن لي يا أبي.» وغنى لها حتى غلبها النعاس ورأسها يستند إلى صدره. جلس يشاهد من بين دموعه في عينيه رموشها الطويلة وهي تظلل وجنتيها الحمراوين بفعل الحمى، ثم فتحت عينيها الواسعتين وقالت: «أبي، عدني أن تطلق سراح العم توم. عدني الآن.»
أجابها: «سأفعل يا أعز ما لي، سأفعل.»
قالت: «أبي، الظلام يزداد، لا يمكنني أن أرى وجهك.» ورفعت يديها ولمست وجنته بلمسات لطيفة. «لكنني أعتقد أنني أسمع توبسي تغني في مكان ما. عامل كل أصدقائي معاملة طيبة يا أبي. أين توم؟»
تسلل توم إلى الغرفة وقال: «هنا يا سيدتي، أنتظر عند الباب.» ثم جلس على الأرض عند قدمي السيد سانت كلير. أمسك بحاشية ثيابها وتساقطت الدموع من عينيه عليها. ثم رفع ناظريه ونظر بعمق في عيني سيده؛ وفيما كانا ينتظران، نسي أكثر من أحب إيفا أنهما كانا سيدا وعبده وشبك كل منهما يده في يد الآخر من أجل حضور الملاك. وبعد برهة قصيرة رفعت إيفا رأسها وابتسمت. «ماذا يا إيفا؟ ماذا يا عزيزة قلبي؟»
لكن وجهها الجميل غاص في صدره وانتصب توم على ركبتيه وقال في أسى: «لقد رحلت يا سيدي؛ إنها بين يدي الرب الأبدية الآن. لقد ذهب الحمل الأبيض الصغير إلى منزله.»
الفصل الحادي عشر
سيميون وفينياس.
Unknown page