أجل لا يمكنني.»
تسير على يديها، وساقاها السوداوان مرفوعتان في الهواء.
سايرت توبسي إيقاع الأغنية مع حركاتها وهي تصفق بيديها وقدميها وتصطك ركبتاها بطريقة غريبة وغير ممكنة، وظلت تدور في المكان وتصفق بيدها ثم تشقلبت فجأة في أرجاء الغرفة ووقفت وهي تغني بنبرة ختامية عالية، وكأنها صوت صفير محرك بخاري.
ارتجفت السيدة أوفيليا المسكينة حين فكرت في أنها تملك تلك الطفلة القردة، ومن المتوقع منها أن تجعل منها طفلة تلتزم بتعاليم المسيحية، وكان صوتها في غاية الضعف حين قالت: «اصعدي معي إلى غرفتي يا توبسي.» «هل ستضربينني؟ هل أحضر لك عصا حتى تضربيني بها؟»
صاحت السيدة في عصبية قائلة: «لا، لا. لن أضربك. لا أريد أن أفعل ذلك أبدا. إنما سأعلمك كيف ترتبين سريري.»
نظرت إليها توبسي من زاوية عينها في شيء من الشك والريبة ثم قالت: «حسنا.»
صعدا معا إلى حجرة السيدة أوفيليا، وليس بمقدور أحد أن يتخيل كم التضحية التي بذلتها السيدة العنيدة القادمة من فيرمونت حين سمحت لتلك الفتاة الجامحة الصغيرة بلمس سريرها.
قالت بنبرة لطيفة: «والآن يا توبسي، انظري، هذه هي حافة الملاءة، وهذا هو الجانب الصحيح، وهذا هو الجانب الخطأ. هل ستتذكرين؟»
قالت توبسي وهي تتنهد: «أجل سيدتي.» «حسنا، الآن ينبغي أن تجعلي الملاءة التحتية تحت السنادة، دسيها تحت المرتبة، بلطف وروية، أترين؟» «أجل سيدتي. أرى.» «لكن ينبغي أن تفعلي هكذا بالملاءة العليا، بثبات وروية، وتدسيها من الأسفل ناحية الأقدام، وبذا تكون الحافة الضيقة عند الطرف السفلي. أترين؟»
قالت توبسي: «أجل سيدتي. أجل، أرى.» بينما خطفت شريطة شعر وزوجا من القفازات من طاولة الملابس، وخبأتهم في كمها حين كانت السيدة أوفيليا تدير ظهرها لها. «أنت فتاة ذكية ولطيفة. أوه، سأصنع منك خادمة ماهرة، أنا واثقة من ذلك! والآن اسحبي كل الملاءات وأعيدي فرشها مرة أخرى كما أخبرتك.»
Unknown page