ترى أيخرج الإنسان في هذه المدنية من عصر العقل إلى عصر القلب، أم هو منحدر من عصر عقله إلى عصر معدته، ثم إلى
14 ...؟
وكان على هذه الأرض أغنياء مؤمنون فيهم من كرم الحس شبه الفقر، ومساكين مؤمنون لهم من كرم الصبر شبه الغنى، فهل تنقلب المدنية من الغنى المحض والفقر المحض إلى مادة تخلق اللحم الحي، وأخرى لا تخلق له إلا الظفر الحي ...؟
وكان اختراع الإنسان في المادة الجامدة؛ أفتراه يجيء يوم على الناس يكون أعظم اختراع فيه للإنسان الأخير أن يعيد إلى الأرض إنسانها الأول الكريم؟
مصطفى صادق الرافعي
هوامش
مقدمة الطبعة الأولى
هذا كتاب حاولت أن أكسو الفقر من صفحاته مرقعة جديدة؛ فقد والله بليت أثواب هذا الفقر، وإنها لتنسدل على أركانه مزقا متهدلة
1
يمشي بعضها في بعض، وإنه ليلفقها
Unknown page