============================================================
غفلة ولهو ونسيان وسهو، فلمثل ذلك جاء فى الحديث المرفوع * إن النظر إلى الإمام عبادة، والنظر إلى المصحف عبادةه ليس ذلك على نظر السهو والغفلة ولكنه فى نظر التدبر والتفكر، كما أن الناظر فى المصحف بلا تدبر لما فيه لا فائدة له فى النظراليه ، قال الله تعالى :ه أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها (1)، وكما جاء فى الحديث المأثور دإن قراءة آية فى تدبر خير من قيام ليلة، يعنى بقراءة القرآن من غير تدبر . وكما فى الحديث فى صفة الخوارج وأنهم [11 ب يقرؤون القرآن فلا يحاوز تراقهم، يعنى أنهم يهذونه بألسلتهم ولا يتدبرونه بقلوبهم ، وهو لا يصل إليها ولا يحاوز تراقيهم يوعلى ذلك يلبغى لمن سمع كلام الائمة أن يصغى إليه ، وينصت له حتى يستوفيه ثم يتدبره حق تدبره، اذكان كلامهم مأخوذا من كلام النبى صلى الله عليه وآله ، وذلك لان طاعتهم بطاعة الله عز وجل وطاعة رسوله صلى الله عليه وعلى آله موصولة ، فماكان من كلامهم من أمر تلقاه من يسمعه أو يلتهى إليه بالقبول ، وما كان مه من نهى تناهى عنه ذوو النهى والعقول ، وما كان منه من أخبار ميز وانتقد على التحصيل ، فإن تحت كل لفظة من ألفاظهم حكمة ، وفى كل كلمة من كلامهم فائدة ، بهدى الله لعلم ذلاك من أحب ، ويمثعه من شاء، ويلبغى لمن غمض ذلك عليه أو لم يتأد حسه إليه، أو لم يعرف معناه فر صفحا عليه أو أنكره أو شييا منه أو رأى أنه لا فائدة فيه ولا معنى له أن يعرف أن التقصير من قبله ، والعجز من ذات نفسه، ويسأل عما جهله من هو فى العلم بذلك فوقه فإن لم يحد ذلك أنزله على أحسن المنازل، واعتقد فيه أفضل الإعتقاد، وسلك فيه خير السبل، وسلم لهم فيه ووجهه إلى خير الوجوه عنده.
(1) سودة حمد 24/47
Page 48