============================================================
الفائلين * وأتزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم (1) * فالبيان هو العبارة، والحذف والاختصار كالرمز والإشارة ، وقال ما تكون الفائدة سيما لمن [15] لم يتسع فى العلم فيما لم يوضحه البيان، ولذلاى قال بعض من يعنى بالسكتب ما قرأت كتابا كبيرا قط أو متوسطا إلا أفدت منه فائدة وما أحصى ما قرأت من صغار الكتب فلم أقد منها شييا . ولا أشك أن فائدة هذا المكتاب المختصر الذى قدمت ذكره لم تكن إلا عن بركة من أفادنيه ، لا عن مؤلفه ولا ما ألف فيه ، ومن أحسن التطويل والا كثار أحسن لا محالة الحذف والاختصار ، ولو شنت أن أجعل هذا الكتاب فى كيفية الكتاب الذى وصفته أو فى مقدار نصفه أو فى أقل من ذلك لفعلت حتى لو آردت أن أقتصر على لفظة واحدة كافية منه لاقتصرت ، فأمرت بتقوى الله ففيها جماع كل خير الدنيا والآخرة ، وكذلك لو شئت أن أجمله فى الطول ك أطول كتاب جمع لفعلت ، ولكنى توسطت به بين الآمرين ، وجعلت له حالا بين الحالين ، كما قال بعضهم لشاعر مدحه بشعر فيه مائة بيت شببه بتسعين بيتأ ومدحه بع ثر أبيات * ما ألقيت معنى لطيفا ولا قولا بديعا إلا شغلت به تشباب شعرك عن مدحتا قدحه بعد ذلك بشعر شببه بتسيم يلت منه ومدحه بياقيه فتال "لا ذا ولا ذاك ولكن أمرا بين أمرين، فلهذه المعنى [5. ب] قصدت وعن الا كثار ومطلب الاختصار رغبت، والله استهدى واياه استعين وعليه أتوكل وهو حسبي ونعم الوكيل.
(1) سورة النعل 44/16
Page 39