Kitab Fihi Masail

Qasim Rassi d. 246 AH
90

Kitab Fihi Masail

كتاب فيه مسائل عن القاسم بن إبراهيم(ع)

Genres

وسألت: عن قول الله سبحانه: لا يخلقون شيئا وهم يخلقون الجواب في ذلك: أن هذا إخبار من الله سبحانه أن كل ما يعبد الكافرون من دونه لا يخلقون شيئا والله خالقه وخالق من عبد فيخبر سبحانه بضعف من كان كذلك وضلاله إذ هو يعيد مخلوقا مثله ويترك عبادة الخالق الذي ليس كمثله شيء.

وسألت: عن قول الله سبحانه: فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة، الجواب في ذلك أن الله سبحانه قد هدى كل الخلق إلى الهدى المبتدأ فمنهم من قبل الهدى فحقت له على الله سبحانه الزيادة في هداية والتوفيق والتسديد في أفعاله ومنهم من أبى الهدى فحق عليه الضلال بفعله ووجب عليه الخذلان بكسب يده حتى حق عليه الخذلان من ربه فالخذلان من الله تبارك وتعالى نازل به والضلال فمن نفسه لا من ربه.

وهذا: مما فسره الإمام القاسم بن إبراهيم صلوات الله عليه.

سألت: أبي رحمه الله عليه ورضوانه عن قول الله سبحانه والصافات صفا، فالزاجزات رجزا، فالتاليات ذكرا، فقال: الصافات صفا فيما أرى والله أعلم أنها الملائكة التي وصف الله بذكره، وهي واقفة وقفا، والزاجرات هن الذاكرات التي يعلن بالذكر ويزجرن فيه بالزجر والزجر فهو الدفع للصوت والإعلان فيه بالرجات لأن الصوت الشديد ربما صدع من صخر الجبال ما صلب وأسمع، ولذلك وفيه ومن الدلالة عليه ما يقول الله في تسبيح الملائكة تكاد السموات يتفطرن من فوقهن، والملائكة يسبحون بحمد ربهم خبرا عن رفعهم للأصوات وتسبيحهم ويتفطرن فهو يتصدعن وفوقهن فهو ظهورهن وذراهن وهو ما يلي الملائكة صلوات الله عليهم من أعلانهن يدل على أن الملائكة عليهم السلام الصافات صفا، وأنهم هم الموصوفون بما ذكر من هذه الصفة وصفا بقولهم صلوات الله عليهم: وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون.

Page 90