وسألته عن قوله: وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فتأويل وإذا كنت فيهم يريد في سفر وخوف معهم، فأقمت الصلاة لهم، فلتقم طائفة منهم معك يقول سبحانه: من جميعهم معك وليأخذوا أسلحتهم كلهم من قام معك في الصلاة ومن لم يقم معك منهم فإذا سجدوا يعني الذين معه في صلاتهم أخر سجدة منها فأتموا وفرغوا من صلاتهم كلها وسلموا فلتأت طآئفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم كلهم من صلى معك ومن لم يصل منهم، ولا يقال للطائفة الآخرة لم يصلوا إا والطائفة الأولى قد صلوا ولا تصلى صلاة الخوف إلا في سفر، ولا يصلى شيء منها في حضر لأن أهل الحضر في بيوتهم وحصونهم مستترون، وأهل السفر لعدوهم بارزون مصحرون.
وصلاة الخوف أن يصلي الإمام بإحدى الطائفتين ركعة واحدة ثم يقومون فيتمون الركعة الثانية ثم يسلمون والطائفة الأخرى الواقفة للعدو في سلاحهم مستلمون وليس لهم شغل من صلاة ولا غيرها سوى المواقفة والحراسة لأنفسهم وإخوانهم من عدوهم بالمصافة فإذا رجعوا إليهم من صلاتهم وقعدوا للعدو، وموقفهم ولم يزايلوا أبدا مواضعهم حتى يتم إخوانهم من آخر الصلاة ما أتموا ويسلموا من صلاتهم كما سلموا فتكون كل واحدة من الطائفتين قد حرست كما حرست وأخذت منهما من الحراسة ما أخذت وأعطت من الحراسة ما أعطت وصلي بها من الصلاة مع الإمام ما صلت فهذا عندنا أحسن ما سقط إلينا في صلاة الخوف.
وكذلك صلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله فيما بلغنا صلاة الخوف في غزوة لها غزاها يقال لها: ذات الرقاع، وفقنا الله وإياك للتقوى في كل محنة نزلت بنا أو بلوى، وصلى الله على محمد وآله الأبرار الطيبين الأخيار.
Page 37