272

Kifayat Talib

كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب‏

Genres

وطهرهما تطهيرا.

ثم دعا فاطمة (عليها السلام) فقامت إليه وعليها النقبة وأزارها فضرب كفا من ماء بين ثدييها وأخرى بين عاتقيها وبأخرى على هامتها ثم نضح جلدها وجسده ثم التزمها ثم قال: اللهم إنهما مني وأنا منهما، اللهم فكما اذهبت عني الرجس وطهرتني تطهيرا فطهرهما، ثم امرها ان تشرب بقية الماء وتتمضمض وتستنشق وتتوضأ ثم دعا بمخضب آخر فصنع به كما صنع بالآخر، ودعا عليا (عليه السلام) فصنع به كما صنع بصاحبته، ودعا له كما دعا لها ثم أغلق عليهما الباب وانطلق.

فزعم عبد الله بن عباس عن اسماء بنت عميس انه لم يزل يدعو لهما خاصة حتى وارته حجرته ما شرك معهما في دعائه احدا (929).

قلت: هكذا رواه ابن بطة العكبري الحافظ وهو حسن عال.

وذكر اسماء في هذا الحديث ونسبتها الى بنت عميس غير صحيح، وأسماء بنت عميس هي الخثعمية امرأة جعفر بن ابي طالب، وهي التي تزوجها ابو بكر فولدت له محمدا بن ابى بكر، وذلك بذى الحليفة مخرج رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع، فلما مات ابو بكر تزوجها علي بن ابى طالب فولدت له، وما أرى نسبتها في هذا الحديث إلا غلطا وقع من بعض الرواة، أو من بعض الوراقين لأن اسماء التي حضرت في عرس فاطمة (عليها السلام) إنما هي اسماء بنت يزيد بن السكن الانصاري، وأسماء بنت عميس كانت مع زوجها جعفر بأرض الحبشة، هاجر بها الهجرة الثانية الى ارض الحبشة وولدت لجعفر بن ابى طالب أولاده كلهم بأرض الحبشة، وبقي جعفر وزوجته اسماء بأرض الحبشة حتى هاجر النبي صلى الله عليه وآله الى المدينة، وكانت وقعة بدر وأحد والخندق وغيرها من المغازي الى ان فتح الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم قرى خيبر في سنة سبع، وقدم

Page 307