الأن الاسم الله هو الجامع لأحكام الأسماء فيكشف المذموم والمحمود ل وحركات السعادة والشقاوة، فلو أنه أضاف نور الفراسة إلى الاسم الحميد مثلا لما كان المتفرس يرى بنور فراسته إلا المحمود السعيد خاصة قال: ومن كانت فراسته العلامات الربانية فلا تخطىء له فراسة بخلاف من كانت فراسته مستندة إلى الفراسة الحكمية كقولهم مثلا: من كان أبيض ذا اشقرة أو زرقة كثيرة، فهو دليل على القحة، والخيانة، وخفة العقل والفسوق؛ فإن هذا ليس بقاعدة كلية . وأطال في أمثلة الفراسة الحكمية بنحو ثلاث أوراق فراجعها إن شئت.
ووقال فيه : لا يخلو الإنسان في معرفى الله تعالى من ثلاثة أحوال بالنظر الى الشرع: إما أن يكون باطنيا محضا وهو القائل بتجريد التوحيد عندنا حالا ووفعلا وهذا يؤدي إلى تعطيل أحكام الشرع كالباطنة في عدولهم عما أراده الشارع وكل ما يؤدي إلى هدم قاعدة دينية فهو مذموم مطلقا عند كل مؤمن اوإما أن يكون ظاهريا محضا متغلغلا متوغلا بحيث أن يؤديه ذلك إلى الجسيم والتشبيه على حد عقله هو فهذا أيضا مذموم شرعا، وإما أن يكون اجاريا مع الشرع على فهم اللسان حيثما مشى الشارع مشى وحيثما وقف وقف قدما بقدم فهذه حالة متوسطة وبها صحت محبة الحق تعالى لنا في قوله: قل إن كنتر تحبون الله فأتبعونى يحببكم الله ) [آل عمران: 31]. فاعلم ذلك فإنه نفيس والله يتولى هداك.
ووقال في الباب الثالث والخمسين ومائة، في قوله تعالى: (والمؤمنون والؤمنلت بعضهم أولياه بعض) [التوبة: 71] : أي بإعطائهم ما في قوتهم من المصالح المعلومة في الكون وتسخير بعضهم لبعض الأعلى للأدنى وعكسه وهذا لا ينكره عاقل لأنه الواقع، وتأمل الملك الذي هو أعلى مرتبة من سائر رعيته تجده مسخرا في مصالحهم كما هم مسخرون كذلك في مصالحه فهذ الهي ولاية المؤمنين بعضهم لبعض اوقال في الباب الرابع والخمسين ومائة : الملائكة على ثلاثة أصناف: انف مهيمون في جلال الله تجلى لهم في اسمه الجميل فهيمهم وأفناهم اعنهم فلا يعرفون نفوسهم ولا من هاموا فيه، وصنف مسخرون ورأسهم القلم
Unknown page