بقضاء الله لا بكل مقضي فلا ينبغي الرضا بالمعاصي ولو رأيت وجه الحكمة فيها فإنك إذا كنت صحيح الرؤية والكشف ترى الحق تعالى غير اراض عنك في فعلها وإن لم تره فارجع إلى حكم الشرع ولا يرضى لعباده الكفر) [الزمر: 7].
قلت: وأكثر من يقع في الرضا بالمعاصي أصحاب حضرة التوحيد العام إذا لم يكن لهم شيخ ويظنون بنفوسهم أنهم خوطبوا بأمر من الل ه اخلاف ما جاءت به الشريعة، وهذا كفر وتلبيس فإن الحق تعالى ما ينهى اعن شيء على لسان رسله ويبيحه من ورائهم لأحد من أممهم أبدأ فافهم والله أعلم.
ووقال في الباب السادس والأربعين ومائة: إياك أن ترمي ميزان الشرع امن يدك في العلم الرسمي بل بادر إلى ما حكم به، وإن فهمت منه خلاف اما يفهمه الناس مما يحول بينك وبين إمضاء ظاهر المحكم به فلا يعول عليه الفانه مكر نفساني في صورة علم إلهي من حيث لا يشعر. قال: وقد وقعنا قوم صادقين من آهل الله ممن التبس عليهم هذا المقام ورجحوا كشفهم ووما ظهر من فهمهم مما يبطل ذلك الحكم وهم مخطئون في ذلك.
اقال: واعلم أن تقديم الكشف على النص ليس عندنا بشيء ولا عند أهل الله تعالى، وكل من عول عليه فقد غلط وخرج عن الانتظام في شرع أهل الله تعالى ولحق بالأخسرين أعمالا. وأطال في ذلك ثم قال: وإذا ورد اعلى أحد من أهل الكشف وارد إلهي يحل له ما ثبت تحريمه في نفس الأمر امن الشرع المحمدي وجب عليه جزما ترك هذا الوارد لأنه تلبيس ووجب اعليه الرجوع إلى حكم الشرع الثابت وقد ثبت عند أهل الكشف بأجمعهم أ ه الا تحليل ولا تحريم لأحد بعد انقطاع الرسالة والنبوة، وأطال في ذلك ثم اقال: فتفطنوا يا إخواننا، وتحفظوا من غوائل هذا الكشف فقد نصحتكم اوفيت الأمر الواجب علي في النصح والله أعلم.
وقال في الباب الثامن والأربعين ومائة في قوله : "اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله" : إنما أضاف نور الفراسة إلى الاسم الله دون غير
Unknown page