احيح تخشى الفقر وتأمل البقاء ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت الفلان كذا ولفلان كذا" الحديث : اعلم أنه ينبغي لمن وصل إلى هذا الحد ووأراد أن يعطي أحدا شيئا فليحضر في نفسه أنه مؤد أمانة لصاحبها فيحشر مع الأمناء المؤدين أمانتهم لا مع المتصدقين لفوات محل الأفضل والله أعلم اوقال في حديث : "من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" : المراد بالأفضل الذي أعطيه هذا هو العلم بالله فإنه أفضل ما أعطي السائلين بيقين وأما غيره فهو على الظن. وقال: إنما ذكر الحق تعالى انه يأخذ الصدقات ليتنبه المتصدق فيعطي للفقير الأشياء النفيسة وذلك أن المنادي ينادي يوم القيامة : أين ما أعطي لله؟ فيؤتى بالكسر اليابسة والفلوس والخلع من الثياب ثم ينادي: أين ما أعطي لغير وجه الله؟ فيؤتى بالأموال الجسام والأطعمة النفيسة فيذوب الناس من الخجل وقال : كلما كبر جسم الطفل صغر عمره وكلما صغر جسمه كبر عمر فزيادته نقصه ونقصه زيادته فلا ينفك من إضافة الكبر والصغر إليه فانظر ما أعجب هذا التدبير الإلهي اوقال في الباب الحادي والسبعين في أسرار الصوم: إنما قال تعالى: الصوم لي" غيرة إلهية أن يتلبس العبد بصفته تعالى فإن الصوم صفة صمدانية اولذلك ورد في الصوم أنه لا مثل له أي من العبادات وذلك لأنه وصف البي إذ هو ترك المفطرات فلا عين له تتصف بالوجود الذي هو يعقل فهو اعلى الحقيقة لا عبادة ولا عمل وإن أطلق ذلك عليه فهو مجاز وإن وصف العبد به فهو مقيد لا مطلق ذلك عليه كالحق لأن الحق منزه عن الغذاء مطلقا والعبد إنما هو منزه عنه في وقت مخصوص. وأطال في ذلك.
ووقال في حديث: "الخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" : لم يبلغنا أن الله تعالى أعطى أحدا من الخلق إدراك شم رائحة الخلوف كالمسك ولا سمعنا بذلك عن أحد ولا ذقناه في نفوسنا بل المنقول اعن الكمل من الناس والملائكة التأذي بالروائح الخبيثة .
اقال: وما انفرد بإدراكها أطيب من ريح المسك إلا الحق تعالى؛ على
Unknown page