السورة فهذا بمنزلة اليد اليسرى الذي هو الجانب الأضعف الأصغر. قال: اولما كان جزء منها بين الله وبين عبده وهو قوله: (إياك نعبد وإياك اتعين جمع العبد بين يديه في الصلاة مجامع المناجاة فكملت صفة العبد بجمعه بين يديه ولو أسبل يديه لم تكمل صفته فانظر إلى هذه الحكمة ما أجلاها لذي عينين انتهى ام لا يخفى أنه إذا كان جعل اليدين على الصدر يشغل العبد عن امناجاة ربه، فإرسالهما أولى فالتحقيق أن جعل اليدين على الصدر للكمل الذين لا يشغلهم ذلك عن الله وأن إرسالهما أولى لغير الكمل إذ مراعاة ووضعهما على الصدر يشغل عن كمال التوجيه فليتأمل والله أعلم .
ووقال معنى قول العبد في حال اعتداله عن الركوع : "ولا ينفع ذا الجد امنك الجد" أي لا ينفع من كان له حظ في الدنيا من جاه ورياسة ومال استناده إلى ذلك دون الله فإذا انكشف الغطاء يوم القيامة لم ينفعه ماله ولا اجاهه عند الله تعالى، والله أعلم ووقال: إنما جوز الإمام أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه ترك الطمأنينة في الاعتدال وبين السجدتين خوفا من ترك المسارعة إلى الخيرات المأمو ابالمسارعة إليها فخاف إن اطمأن أن يفوته ذلك مع أنه رضي الله تعالى عنه القائل باستحباب الطمأنينة، ووجه هذا القول أن الطمأنينة لا تنافي المسارعة الى الخيرات، والله أعلم.
ووقال : إنما وقع الاتفاق على وجوب السجود على الجبهة، واختلفوا لفي وجوبه على الأنف لأن الأنف ليس بعظم خالص بل هو إلى العضلية أقرب منه إلى العظمية فتميز عن الجبهة فكانت الجبهة هي المقصود الأعظم وفي الحديث : "أمرت أن أسجد على سبعة أعظم" وبدأ بالجبهة فافهم ووقال : إنما أمر العبد أن يقول: "سبحان ربي الأعلى وسبحان ربي العظيم" بإضافة الرب إلى ياء النسبة لأن الرب يتفاضل العلم به من كل عبد وكل عبد يعتقد في ربه خلاف ما يعتقده غيره مما يقوم في الخيال فلذلك كان كل عبد لا يسبح إلا ربه الذي اعتقده ربأ وكم شخص لا يعتقد في الرب
Unknown page