وقال : إنما أمرنا بالاستعاذة من فتنة المسيح الدجال لما يظهره للخلق في دعواه الألوهية وما يخيله من الأمور الخارقة للعادة من إحياء الموتى وغير ذلك مما ثبتت به الروايات وجعل ذلك آيات له على صدق دعواه.
اقال: وهذه مسألة في غاية الإشكال لأنها تقدح فيما قرره أهل الكلام في العلم بالنبوات فيبطل بهذه الفتنة كل دليل قرره وأي فتنة أعظم من فتنة تقدح في الدليل الذي أوجب السعادة للعباد؟ فالله يجعلنا من أهل الكشف والوجود، انتهى فليتأمل ويحرر وقال: إنما كان المصلي يسلم تسليمتين لانتقاله من حال إلى حال فيسلم بالأولى على من انتقل عنه وبالثانية على من قدم عليه. قال: وكل اصل لم يغب في صلاته عن غير الله عز وجل فما برح من الأكوان فعلى من اسلم وهو ما برح مع الكون فهلا استحى هذا المسلم من الله حيث يرى الناس بسلامه عليهم أنه كان غائبا عند الله! فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ووقال: الحكمة في رفع الأيدي في الصلاة الإعلام بكل شيء حصل لفي اليدين قد سقط عند رفعهما، وكأن الحق تعالى يقول معلما للعبد: إذا ووقفت بين يدي فقف فقيرا محتاجا لا تملك شيئا وكل شيء ملكته يداك فارم ابه وقف صفر اليدين واجعل ذلك خلف ظهرك فإني قد قبلتك. قال: ولهذا ستقبل بكفيه قبلته.
قلت: ذكر الشيخ في الباب التاسع والستين وثلثمائة ما نصه: اعلم أن امن آداب الوقوف بين يدي الله تعالى في الصلاة الذل والمسكنة، والتكلف اشغل العبد حال الذليل في مناجاة سيده وقد وردت السنة بذلك وهو عندي أحسن من إسبال اليدين اقال: وإيضاح ما قلناه أن الله تعالى قسم الصلاة بينه وبين عبده نصفين لفجزء منها يخلص لله من أولها إلى قوله: (مللك يومر الدين [الفاتحة: 4] فهذا بمنزلة اليد اليمنى من العبد إشارة للقوة الإلهية قال تعالى: لأخذنا منه اليين [الحاقة: 45] والجزء الآخر يخلص للعبد من قوله: { آهدنا) إلى آخر
Unknown page