بواطنهم من التوهمات، فإنهم لا يتوهمون قط عذابا أشد مما هم فيه إل
تكون في نفوسهم لوقته وإليه الإشارة بقوله تعالى: نار الله الموقدة لكي) التطلع على الأنقدة حا ) [الهمزة: 6-7]. قال: واعلم أن أطول الناس اكثا في جهنم من عصاة الموحدين هو من يمكث فيها نحوا من خمسين أالف سنة ثم يخرج منها بالشفاعة، قال : وإنما قلنا نحوا من خمسين ولم نقل اخمسين لأنا لسنا من كمال الخمسين على يقين وإنما استروحنا إلى ما قلناه امن قوله تعالى: (في يوم كان مقدارو خمسين ألف سنة (المعارج: 4] والمقدار إنما يكون تقريبا ولا يقطع بتحديده. قال: وينقضي بيوم القيامة جميع ما فيه امن المؤاخذات لعصاة الموحدين فلا يبقى في النار بعد ذلك اليوم أحد ممن ووحد الله تعالى ولو مرة في عمره ومات على ذلك فيوم القيامة متصل بيوم الدنيا وليس بينهما إلا ليل البرزخ وفي فجر هذه الليلة تكون نفخة البعث وفي اطوع شمس يومه يكون إتيان الحق تعالى للفصل والقضاء كما يليق بجلال ه وفي قدر ركعتي الإشراق ينقضي الحكم وتعمر الداران بأهلهما كما مر فكل امنهم خالد فيما هو فيه . قال: وليس عند أهل النار الذين هم أهلها نوم وإنما يكون النوم فيها لعصاة الموحدين فقط وهذا القدر الذي يتنعمون به في النار وويستريحون فمنهم من ينام الألف سنة ومنهم من ينام الأحد عشر ألفا ومنهم أالى قريب الخمسين ألف سنة على ما مر، قال : وذلك من رحمة الله بعصاة الموحدين، قال: فعلم أن أهل النار الذين هم أهلها لا ينامون لقوله تعالى: ل يفتر عنهر وهم فيه مبلشون) [الزخرف: 75] يعني العذاب: وهم فيه مبلسون ذكره في الباب العشرين من "الفتوحات"، قال: وإذا نام عصاة الموحدين يكون نعيمهم في منامهم بالرؤية الحسنة فيرى نفسه مثلا أنه خرج امن النار وصار في فرح وسرور وأكل وشرب وجماع، ثم إذا استيقظ لا يرى اشيئأ كما يرى أهل الدنيا ذلك في منامهم سواء. قال: ومنهم والعياذ بالله من اى نفسه في منامه ذلك في بؤس وضر وعقوبات وفراش من شوك ونحو ذلك نسأل الله العافية.
قلت: فقد كذب والله وافترى من نقل عن الشيخ محيي الدين أنه كان يقول: إن أهل النار يتلذذون بدخولهم النار وأنهم لو أخرجوا منها تعذبوا
Unknown page