العالمين فأضحكه، وهذا القول كان المقصود من الله به ولهذا ما أهلكه بل أعطاه وخوله وملكه، فسرت هذه الحقيقة في كل طريقة ولو لم يصح بها النعيم ما اتصف بها النبي الكريم ووقال: لا تفرط في الرخاوة تكن غشاوة وهي مذمومة كالقساوة مع أن الرخاوة في الدين من الدين ولهذا امتن الله تعالى على نبيه بجعله من أهل الين في قوله: {فيما رحمتر من الله لنت لهم) [آل عمران: 159] ولهذا فضلهم اولو كان فظا في فعله وقوله "لانفضوا من حوله" وإذا كانوا مع العفو واللين الا يقبلون، فكيف مع الشدة والفظاظة لا ينفرون . الأفعى يتقى ضيرها مع أن ه ايجى خيرها إذ هي من حملة عقاقير الترياق الذي يرد النفس إذا بلغت التراق وومع ذلك فما قام خيرها بشرها فاعتبروا يا أولي الأبصار.
ووقال: ومن استحيا أمات، وأحيا من لا يكون إلا ما يريد لا يستحي امن العبيد وإن استحيا في حال ما فلطلب الاسم المسمى. لولا التكليف ما اهر فضل العفيف وإذا كانت القوة مخصوصة باللطيف فكيف يحجبه الكثيف.
ووقال: الرفيق رقيق، وصحبة الرفيق الأعلى أولى، وقد اختار هذا الرفيق من أبان الطريق فإنه خير فاختار ورحل عنا ومار وذلك ليلحق بالمتقدم السابق، ويلتحق به المتأخر اللاحق ولعلمه أنه لا بد من الاجتماع اختيار الخروج من الضيق إلى الاتساع، ألا ترى يونس لما نادى ربه نعجاه من الغم ووكان في بطن الحوت فقذفه على ساحل اليم وأثبت عليه اليقطين لنعومته ونفرة الذباب عن حومته، فهذا الغزل الدقيق من إشفاق الرقيق.
ووقال: الحادث لا يخلو عن الحوادث لو حل بالحادث الذكر القديم الصح قول أهل التجسيم القديم لا يحل ولا يكون محلا ذكر القرآن أمان وبه اجب الإيمان أنه كلام الرحمن مع تقطع حروفه في اللسان ونظمها فيما رقمه اباليراع البيان فحدثت الألواح والأقلام وما حدث الكلام، وحكمت على العقول الأوهام بما عجزت عن إدراكه الأحلام وقال: الذكر القديم هو ذكر الحق وإن نطق به الخلق كما أن الذكر
Unknown page