الى أصله فلذلك كان جزاؤه جهنم فينزل في قعرها لكونه طغى إلى مقام الألوهية التي لها الاستواء على العرش يقال: بثر جهنام إذا كانت بعيدة القعر. قال: واعلم أنه لم يبلغنا أن أحدا وقع في هذا القول سوى فرعون احين استخف عقل قومه فقال: يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري ثم إنه جعل ذلك ظنا بعد شك في قوله: لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات.
فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا . وأطال في ذلك.
وقال في الباب السادس وخمسمائة في قوله تعالى: (ومكروا مكرا مكرنا مكرا وهم لا يشعروب) [النمل: 50]: واعلم أن كل من شعر ابالمكر فليس بممكور به إلا في حال واحد وهو أن يشعر بمكر الله في أمر أقامه فيه ثم إنه إن داوم عليه بعد علمه بأنه مكر من الله فهذه المداومة مكر امن الله فهو كقوله تعالى: (وأضله الله على علر) [الجائية: 23]. وأطال في ذلك بكلام نفيس وقال في الباب السابع والعشرين وخمسمائة في قوله تعالى: (وآصبر افن سك مع الذين يدعوب ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهة) [الكهف: 28] الآلية: اعلم أن كل خطاب خاطب الله تعالى به نبيه مؤدبا له قلنا فيه اشتراك لا بد من ذلك فهو المقصود لله تعالى بالأدب أصالة ونحن المقصودون بالتأسي به قال تعالى : (لقد كان لكم فى رشول الله أتوة حسنة) االأحزاب: 21]. وقد كان بعد نزول هذه الآية إذا لقي أحدا من أهل الصفة أو قعد في مجلس يكونون فيه لا يزال يحبس نفسه معهم ما داموا اجلوسا حتى يكونوا هم الذين ينصرفون وحينئد ينصرف ، ولما عرفوا ذ لك من رسول الله كانوا يخففون الجلوس والحديث معه . قال: اوانما قيد تعالى (الذين يدعون ربهر بالغدوة والعشى) [الأنعام: 52] لأنه زمان احصيل الرزق في المرزوقين وهو الصبوح والغبوق عند العرب، وأطال في اقلت: إنما أمر بالصبر مع من ذكر لأن الكامل تصير عبادت وحانية لا جسمانية فرجوعه إلى الكثائف من أصعب الأمور عليه إلا أن يؤمر بذذلك هكذا شأن المقربين وإلى ذلك الإشارة بقوله: "الي وقت لا يسعني فيه
Unknown page