164

ال تدركه الأبصلر) [الأنعام: 103]: يعني من كل عين من أعين الوجوه وأعين القلوب، فإن القلوب ما ترى إلا بالبصر وأعين الوجوه لا ترى إلا بالبصر فالبصر حيث كان هو الذي يقع به الإدراك لكن يسمى البصر في العقل عين الصيرة ويسمى في الظاهر بصر العين إذ العين في الظاهر محل البصر كما آن الصيرة في الباطن محل لبصر العين التي في الوجه فاختلف الاسم عليه وما اختلف هو في نفسه فكما لا تدركه العيون بأبصارها كذلك لا تدركه البصائر باعينها.

القلت: وقد أخبروا سيدي الشيخ عبد القادر الجيلي رضي الله عنه، أن شخصا يزعم آنه رأي ربه بعين بصره، فقال : هذا شخص ملبس عليه وهو أنه خرق من عين بصيرته خرق إلى باصر عين وجهه، فرأى ربه حينئذ فظن انه رأه بعين بصره انتهى. ففي هذه الحكاية إشارة إلى صحة الرؤية بالبصيرة في دار الدنيا فليتأمل مع كلام الشيخ محيي الدين فإني حاولت جمعا فلم صل لي سوى أن المتفق عليه جواز الرؤية بنفس البصيرة لا بعين البصيرة اولا بعين الوجه، ولا بعين القلب، فتكون البصيرة على هذا قدرا زائدا عن الجميع وفي الجميع إنما يتأتى إذا قررنا الكلام على رؤيته تعالى في دار الدنيا ولغيره ، أما رؤيته في الآخرة ورؤيته في الدنيا لرسول الله ، فنؤمن بأن ذاك بعين الرأس قطعا والله أعلم.

ووقال في الباب الثاني والعشرين وأربعمائة : قد عفا الله عن جميع الخواطر التي لا تستقر عندنا إلا بمكة كما مر إيضاحه في الباب التاسع والستين وثلاثمائة.

وقال في قوله تعالى: (فأما من تقلت موزيش ليا فمو في عيشة واضية (ح وأما من خفت موزينه ) فأمة ماوية ي) وما أدرنك ما ال ية لتلما* [القارعة: 6 - 10]: اعلم أن الميزان يوم القيامة يظهر بصورة نشأة الخلق من الثقل لأنهم إنما يحشرون وينشرون في الأجسام الطبيعية فمن

Unknown page