فهو في النار مع أبي جهل والوليد. قال تعالى مخاطبا الأنبياء والأولياء والسادة والعبيد: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾ ١. أحمده سبحانه وأشكره، وأطلب بذلك من نعمه المزيد.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها النجاة من العذاب الشديد.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي قام لله في بطحاء مكة بنصرة التوحيد، ولم تأخذه في الله لومة لائم من قريب أو بعيد. فحفظه الله تعالى منهم بدرع العصمة، لا بدرع الحديد، حتى ظهر توحيد الله في المشارق والمغارب، على رغم الشرك العنيد. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وأصحابه، فاتحي الأقطار وسيوفهم كانت المقاليد، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى. ابن آدم، اتق الله! فإنما خلقت في الدنيا للعبادة لا للتخليد. وأنت من ذلك في بحر الغفلة يا بليد. أفق فإن الساقط في هوة الهوى فقيد. فإن قدامك المقام العتيد، والحساب الشديد، والميزان الذي يطير بالحبة فلا يحيد، والكتاب الذي يطير فيصير قلادة في الجيد، والصراط الذي يقال: مر عليه، وهو أحد من الحديد، وهو منصوب على جسر جهنم التي يقال لها: هل امتلأت؟ وتقول: هل من مزيد؟ ﴿وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ أَلْقِيَا
_________
١ سورة فاطر آية: ١٥-١٦.
1 / 65