Khulasat Athar
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Publisher
دار صادر
Publisher Location
بيروت
لشروحه ومبالغتنا فِي ذَلِك وَكَانَ آيَة فِي استحضار مَذْهَب الشَّافِعِي وغرائب مسَائِله وَكَانَ هُوَ وَالشَّيْخ القَاضِي أَحْمد بن حُسَيْن بافقيه متصاحبين وَكَانَا كفرسي رهان وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة جَامعا لكثير من الْفُنُون ثمَّ ارتحل إِلَى دوعن فَأخذ بِهِ عَن جمَاعَة وَأقَام بِهِ مُدَّة ثمَّ قطن بِمَدِينَة قيدون وقصده الْفُضَلَاء وتصدى بهَا لنشر الْعلم والإفادة وَالْفَتْوَى وأسمع النَّاس العالي والنازل وَصَارَت الرحلة إِلَيْهِ واشتهر بِحسن التَّعْلِيم وَأَحْيَا الله تَعَالَى بِهِ كثيرا من الْفُنُون واشتهرت فَتَاوِيهِ فِي كثير من الأقطار مَعَ الْعبارَة الفائقة وَلم تجمع لَهُ فَتَاوَى وَكَانَ لَهُ يَد طولي فِي علم التصوف مَعَ الْمُوَاظبَة على الطَّرِيقَة المحمدية والديانة والشفقة منعزلًا عَن أَبنَاء الدُّنْيَا والملوك إِلَّا فِي فعل سنة أَو شَفَاعَة أَو قَضَاء حَاجَة لأحد من السَّادة وَمَعَ كَمَال التَّوَاضُع والتودد للنَّاس والنصيحة وَالْكَرم والخلق الْعَظِيم والزهد ثمَّ فِي آخر عمره انْعَزل فِي دَاره وَلم يجْتَمع بِأحد إِلَّا آحَاد النَّاس لدقع ضَرُورَة إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَت وَفَاته فِي سنة خمس وَألف بِمَدِينَة قيدون
الشَّيْخ أَبُو بكر ابْن مُحَمَّد بن سِرين بن المقبول بن عُثْمَان بن أَحْمد بن مُوسَى بن أبي بكر ابْن مُحَمَّد ابْن عِيسَى بن القطب صفي الدّين أَحْمد بن عمر الزَّيْلَعِيّ الْعقيلِيّ صَاحب اللِّحْيَة كَانَ من أَوْلِيَاء الله تَعَالَى الكاملين وأصفيائه المرجوع إِلَيْهِم فِي المآرب كثير الْعِبَادَة يقطع لَيْلَة فِي الصَّلَاة ونهاره فِي الصّيام حَرِيصًا على فعل الْخَيْر دَاعيا إِلَى الْبر لَا تفي عبارَة بنعته وَصفَة كَمَاله فالغاية فِيهِ الِاخْتِصَار حفظ الْقُرْآن وَقَامَ بِمنْصب وَالِده من بعده وَكَانَت الْحُكَّام تخشى سطوته وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ مُتَّفق على جلالته وَكَانَت وِلَادَته باللحية فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَألف وَتُوفِّي فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَألف وَدفن بِقَبْر جده الاستاذ الْكَبِير أَحْمد بن عمر الزَّيْلَعِيّ نفع الله تَعَالَى بِهِ وَسَيَأْتِي ذكر أَبِيه مُحَمَّد وَجَمَاعَة من أهل بَيته وَهَذَا الْبَيْت أعنى بِبَيْت الزَّيْلَعِيّ لَهُم فِي الْولَايَة الرُّتْبَة المكينة
أَبُو بكر بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بالدلجي الشَّافِعِي الْمصْرِيّ كَانَ متضلعًا من عُلُوم الْعَرَبيَّة وَاحِدًا فِي الْفُنُون الْعَقْلِيَّة رَأَيْت تَرْجَمته بِخَط صاحبنا الْفَاضِل الْكَامِل مصطفى ابْن فتح الله نزيل مَكَّة المكرمة ذكر فِيهَا أَنه ولد فِي حُدُود سنة خمسين وَألف بدلج من أَعمال صَعِيد مصر وَبهَا نَشأ وَحفظ الْقُرْآن وجوده وَقدم إِلَى مصر وجاور بالجامع الْأَزْهَر وَحفظ عدَّة متون فِي جملَة فنون مِنْهَا الألفية فِي النَّحْو وَكَانَ يستحضر غَالب شرحها للأشموني ويحفظ أَكثر عباراته عَن ظهر قلب وَأخذ عَن شُيُوخ كثيرين
1 / 95