Khulasat Athar
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
Publisher
دار صادر
Publisher Location
بيروت
خُصُوص هَذَا الْمَعْنى
(يَا أهل طيبَة لَا زَالَت شمايلكم ... بلطفها فِي الورى مَأْمُونَة العتب)
(لَكِن رعايتكم للغرب تحملهم ... على تجاوزهم للحد فِي الْأَدَب)
فَكَانَ الْجَواب عَن ذَلِك بِلِسَان الْحَال
(مولَايَ إِن صروف الدَّهْر قد حكمت ... وأعوزت أَن يدل الرَّأْس للذنب)
(كم من مقبل كف لَو تمكن من ... قطع لَهَا كَانَ مِمَّن فَازَ بالأرب)
وَكَانَت وَفَاة ابْن أبي الْحرم رَحمَه الله تَعَالَى يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر صفر سنة سِتّ وَخمسين وَألف بِالْمَدِينَةِ وَدفن بِالبَقِيعِ
إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد السُّوسِي الأنسي الْمَالِكِي من أكَابِر الأفاضل جَامع للفنون والعلوم الرياضية وَله معرفَة بِعلم الاوفاق والزايرجا والرمل وَله فِي فن الدعْوَة والاسماء براعة وَقُوَّة نظم رِسَالَة الْمرْجَانِي فِي الوفق الخماسي الخالى الْوسط وَشَرحهَا شرحا عجيبا اشْتغل بِبِلَاد سوس من الْمغرب الاقصى ثمَّ تنقل فِي بِلَاد الغرب فَرَحل إِلَى مراكش واخذ عَن مفتها مُحَمَّد بن سعيد وَغَيره من علمائها وَدخل فاس وَأخذ بهَا عَن جمع وَأقَام بالزاوية من أَرض الدلاء مديدة وَأخذ بهَا عَن جمَاعَة مِنْهُم سَيِّدي مُحَمَّد المرابط ومشايخه الَّذين أَخذ عَنْهُم لَا يُحصونَ جمع مِنْهُم من اسْمه مُحَمَّد فبلغوا نَحْو سبعين شَيخا وَدخل مصر فِي سنة خمس وَسبعين ولف وَأخذ بهَا عَن جمَاعَة ثمَّ وصل إِلَى مَكَّة وَأقَام بهَا إِلَى أَن مَاتَ وَله نظم ونثر فِي غَايَة الرقة والانسجام فَمن شعره قَوْله
(يَا من رماني بِسَهْم اللحظ فِي مضى ... أوحشتني وحشوت الْقلب نَار غضا)
(كسرت جفني بتكسير الجفون كَمَا ... نصبت حَالي لاسهام الجفا غَرضا)
(فكم نصبت لَك الأشراك فِي حلم ... لَعَلَّ طيفك وَهنا فِي الْكرَى عرضا)
(وأضرم النَّار بالذكرى على علم ... من مهجتي يَهْتَدِي للنار حَيْثُ أضا)
(إِن قست قدك بالبدر الْمُنِير على ... غُصْن على كثب الجرعاء ذَات أضا)
(لله ظبى حَشا بِالسحرِ مقلته ... فكم جليت بِهِ أستاره حرضا)
(فِي فِيهِ عين وَعين فِيهِ جَوْهَرَة ... من الْحَيَاة وبرق للمنى ومضا)
وَبَينه وَبَين صاحبنا الْفَاضِل الأديب مصطفى بن فتح الله الشَّامي نزيل مَكَّة مَوَدَّة أكيدة ومراسلات عديدة مدحه صاحبنا الْمَذْكُور بِأَبْيَات فَكتب لَهُ بهَا رِسَالَة
1 / 44