282

Khilāṣat al-athar fī aʿyān al-qarn al-ḥādī ʿashar

خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر

Publisher

دار صادر

Publisher Location

بيروت

وتقييداته وإقراء كتبه وَله سهم عَال فِي الْفِقْه والفرائض وَكَانَ سريع الْفَهم وافر الِاطِّلَاع ولد بِمصْر وَبهَا نَشأ وَأخذ عَن وَالِده وَعَن الْجمال يُوسُف بن القَاضِي زَكَرِيَّا وَغَيرهمَا وَعنهُ أَخذ الشهَاب أَحْمد الشَّوْبَرِيّ وَالشَّيْخ حسن الشُّرُنْبُلَالِيّ وَعمر الدفتري وَالشَّمْس مُحَمَّد البابلي وزين العابدين بن شيخ الْإِسْلَام القَاضِي زَكَرِيَّا وَغَيرهم وَكَانَت وَفَاته بِمصْر فِي نَيف وَعشْرين وَألف
الشَّيْخ أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن يحيى بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بالكواكبي البيري الأَصْل ثمَّ الْحلَبِي الْحَنَفِيّ الصُّوفِي أحد أَعْيَان عُلَمَاء حلب وكبرائها ذكره أَبُو الْوَفَاء العرضي وَقَالَ فِي تَرْجَمته لزم الِاشْتِغَال على الْوَالِد يَعْنِي الشَّيْخ عمر العرضي بُرْهَة من الزَّمَان حَتَّى وصل إِلَى قِرَاءَة المطول وحواشيه قِرَاءَة تَحْقِيق وَقَرَأَ على الشَّيْخ مُحَمَّد بن مُسلم المغربي أحد شُيُوخ الْوَالِد فِي الْمُغنِي وحاشيته وَقَرَأَ فقه الْحَنَفِيَّة على الشَّيْخ مُحَمَّد الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ وَكَانَ يحضر مجَالِس ذكر وَالِده وَكَانَ يخرج بِالذكر أَمَام الْجَنَائِز كَمَا هُوَ سنَن الصُّوفِيَّة وَكَانَ حنق على وَالِده فَأخذ الطَّرِيق على الشَّيْخ عيواد الكلشني وَهُوَ ارد ولي أَيْضا وَاتخذ لَهُ حَلقَة ذكر فِي جَامع بانقوسا ثمَّ رَجَعَ إِلَى طَاعَة وَالِده وَتَابَ إِلَى الله تَعَالَى وَتقدم عَلَيْهِ فِي بعض مجَالِس الذّكر الشَّيْخ عبد الله فَضَربهُ صَاحب التَّرْجَمَة وَألقى عمَامَته عَن رَأسه وَكَانَ فِي وَقت هوية الذّكر فَلم ينزعج الشَّيْخ عبد الله بل اسْتمرّ فِي ذكره وَهَذَا خلق حسن عَظِيم ثمَّ ترك زِيّ الصُّوفِيَّة وَشرع فِي أَخذ الْمدَارِس الحلبية ثمَّ حركه مبغضو الشَّيْخ أبي الْجُود على أَخذ إِفْتَاء حلب مِنْهُ فاستعظم ذَلِك ثمَّ توجه إِلَى قسطنطينية وَأَخذهَا وَتَوَلَّى الْقِسْمَة العسكرية بحلب مرَارًا وَصَارَ قَائِما مقَام القَاضِي إِذا تولى جَدِيدا حَتَّى جمع فِي سنة وَاحِدَة بَين التفوى وَالْقِسْمَة العسكرية مَعَ النِّيَابَة الْكُبْرَى عَن قَاضِي حلب وَالنَّظَر على كتخداي الباشا وكتخداي الدفتر دَار وَكَانَ عفيفًا فِي أقضيته لَهُ حسن مُعَاملَة مَعَ أَصْحَابه ومحبيه وأحبه كافل حلب نصوح باشا نكاية فِي أبي الْجُود لكَون أبي الْجُود صاهر الْعَسْكَر الدمشقيين ونصوح باشا كَانَ يبغضهم وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ وتزدحم على بَابه الأكابر والأعيان وَبنى دَارا عَظِيمَة بالجلوم إِلَى جنب زَاوِيَة جده بهَا مجَالِس عَظِيمَة وَبنى مَكَانا فِي دهليزها لطيفًا لَهُ شباك مشرف على زَاوِيَة جده من جِهَة الشرق وَلما تولى حُسَيْن باشا كَفَالَة حلب وعزل نصوح باشا وَوَقع بَينهمَا تِلْكَ الْفِتَن والمحن وَكَانَ حُسَيْن باشا ينظر إِلَى صَاحب التَّرْجَمَة شزرًا ويسمعه هجرًا وَاشْتَدَّ الْوَهم بِهِ حَتَّى

1 / 283