Khizanat Tawarikh Najdiyya

Cabd Allah Al Bassam d. 1423 AH
77

حنيفة ، فيترفع منه بطون كثيرة ، ومن ولده أبو معدان ثعلبة بن حنظلة ، صاحب القبة يوم ذي قار ، وكان يسمى مقطع الوظن والبطن ، لأنه يوم ذي قار قطع وظن أبطان بعير أمه ، وأبطان بعير ابنته ، ورمى بهما على الأرض لئلا يفروا ، وهو أول من غير سنة المشركين في قسمة الغنائم أمر بقسم الغنائم التي غنموها من العجم ، وبعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم أي شيء يكون له فقال : إن له الخمس فبعثه إليه ، ولم يكن أحد سبقه إلى ذلك.

ومنهم أبو دلف القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل ، البطل الشجاع الذي يقول فيه ابن حبلة :

إنما الدنيا أبو دلف

باديه ومحتضره

وعاقبه المأمون على هذا البيت فاعتذر بأنه لم يرض بقوله وقال :

أصدق منه الذي يقول في :

*

** فما الكر في الدنيا ولا الناس قاسم*

ثم إن المأمون أمر بقتل ابن حبلة ، وهو المسمى بالعكوك بأن ينزع لسانه من حلقه ، فقال : لم أقتله لهذا ، وإنما قتلته لقوله في مخلوق لا يضر ولا ينفع :

أنت الذي تنزل الأيام منزلها

وتنقل الدهر من حال إلى حال

وكانت تضرب بشجاعة أبي دلف المثل ، قال ابن أبي فنن لمن يلومه على الجبن :

مالي ومالك قد كلفتني شططا

خوض الحروب وقول الدراعين قف

Page 86