120

وذكر نحو ما تقدم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

(1)

** في سنة ثلاثة وستين وألف

هذه السنة قصة الفريش.

وذلك أنه كان من عادة أهل المدينة أنهم يسلمون لبني عمهم من بني الحسيني ولعربان عنزة ، وضفير ، ونحوهم مرتبات من الأموال والحبوب ، فمنعهم مانع استحقاقاتهم ، فجمع كل منهم جموعا : فأما الأشراف من آل جماز فمقدمهم الأمير جماز ، وأما العربان فمقدهم الشيخ المعروف بأبي ذراع ، وغيرهم من أكابرهم. فلما خرج الحاج المدني وأصبحوا بوادي الفريش صبحهم الطواريف المذكورة وأحاطوا بهم ، وكان فيهم الأفندي عبد الرحمن قاضيها ، والأمير محمد بن حسن ، وشيخ الحرم ، وأعيان المدينة من سادات الحسين ووجوه العرب ، فكان موقعا شنيعا وقع فيه قتل ، وسلب ، وسلم أعاظم الركب وأعيانه ، ثم انفصلوا بعد أن ألزم لهم القاضي وشيخ الحرم بحصول مواخيهم.

فلما وصل الخبر إلى حسن بن أبي نمى سكت حتى انقضت أيام المناسبات ، ثم أرسل سرية وأقر عليهم الشريف عجل بن عرار بن برسم حماية الركب المدني ، ثم تستمرون بها حفظا لأهلها. ثم بعد انصراف الحجيج نادى بالمسير إلى غزو الطوارف المذكورة ، فخرج بذاته العزيزة ، فلما بلغهم خروجه شمروا نحو شمر وهربوا إلى رؤوس الجبال فقصد بهم إلى منازلهم ، وخرب شمر المذكور لأنه من أمنع مواطنهم ، ثم قبض على

Page 129