قيل: إن صاحب هذا الدير دخل على عمر في مرضه، قبل موته، ومعه فاكهة، فأعطاه الخليفة ثمنها، فأبى، الديراني، فلم يزل به عمر حتى أخذ ثمنها، وقال له: يا ديراني، أحب أن تبيعني من هذا الدير موضع قبر لسنة، فإذا حال الحول، فانتفع به، فبكى الديراني، وحزن على ما سمع، ثم باعه ما طلب، فكان له به قبر دفن به. قال كثير عزة:
سقى ربّنا من ديرِ سمعانَ حفرةً ... بها عمرُ الخيراتِ، رهنًا دفينها
صوابحَ من مزنٍ ثقالٍ غواديًا ... دوالحَ دهمًا ماخضاتٍ دجونها
وقال [محارب] بن دثار يرثيه، ويذكر الدير:
صرفتُ عن عمرِ الخيراتِ مصرعهُ ... بديرِ سمعانَ، لكنْ يغلبُ القدرُ
وقال الشريف الموسوي:
يا بنَ عبدِ العزيزِ لو بكتِ العي؟ ...؟نُ فتىً من أميّةٍ لبكيتكْ
أنتَ أنقذتنا منَ السّبِّ والشّت؟ ...؟مِ، فلوْ أمكنَ الجزا لجزيتكْ
ديرُ سمعانَ لا عدتكَ العوادي ... خيرُ ميتٍ من آلِ مروانَ ميتكْ
ودير سمعان هذا خرب، قال البزاعي، وقد رآه خرابًا فاغتنم:
يا ديرَ سمعانً، قل لي أينَ سمعانَ؟ ... وأينَ بانوكَ؟ خبرني، متى بانوا؟
وأين سكانكَ القومُ الألى سكنوا ... قد أصبحوا وهمُ في التُّربِ سكّانُ
أصبحتَ فقرًا خرابًا مثل ما خربوا ... بالموت، ثم انقضى عمرو وعمرانُ
وقفتُ أسالهُ جهلًا ليخبرني ... هيهاتَ من صامتٍ بالنّطقِ تبيانُ
أجابني بلسانِ الحال: إنّهمُ ... كانوا، ويكفيك قولي: إنهم كانوا
١٢٥ ودير سمعان: أيضًا بجبل لبنان.
١٢٦ وآخر: بنواحي إنطاكية، بالثغر، على البحر.
قال ابن بطلان في رسالته.
١٢٧ وبظاهر إنطاكية دير، هو دير سمعان، وهو مثل دار الخلافة ببغداد. يضاف به المجتازون، وله دخل كل سنة، عدة قناطير من الذهب والفضة، وقيل: دخله في السنة أربعمائة ألف دينار. ومنه يصعد إلى جبل اللكام.
قال يزيد بن معاوية يذكره:
أهونْ عليَّ بما لاقتْ جموعهمُ ... بالغذقذونةِ من حمىّ ومن مومِ
إذا اتّكأتُ على الأنماطِ مرتفقًا ... بديرِ سمعانَ، عندي أمّ كلثومِ
على رواية قومٍ، والصواب أنه دير مران، وهو مذكور في موضعه.
١٢٨ ودير سمعان: أيضًا بنواحي حلب، بين جبل بني عليم والجبل الأعلى.
١٢٩ ودير سمعان: أيضًا، قرب المعرة، وقيل: فيه قبر عمر بن عبد العزيز، وليس بصحيح، والله أعلم بالصواب.
١٣٠ دير السوا: بالقصر، وأصله المد. والسواء: العدل وسواء الشيء وسطه وقد يكون غيره، وكان الأخفش يقول: سواء، إذا كان بمعنى غير، أو بمعنى العدل، لك فيه ثلاث لغات: إن ضممت السين، أو [كسرتها] قصرت و'إن فتحت مددت.
والسوا بالقصر، موضع أضيف الدير إليه، وهو بظاهر الحيرة، وسموه بذلك لأنه السواء العدل، وكانوا يتحالفون عنده، فيتناصفون.
قال الكلبي: ينسب هذا الدير إلى رجل من إياد. وقيل: ينسب إلى بني حذاقة، وقيل: إن السوا امرأة منهم. وقيل: السوا: أرض نسب الدير إليها. وقد ذكر هذا الدير في شعر أبي داؤد الإيادي حيث قال:
بل تأملْ، وأنت أبصرَ منّي ... قصدَ ديرِ السّوا بعينٍ جليّهْ
لمنِ الظًّعن والضحى وارداتٌ ... جدولَ الماءِ، ثمّ رحنَ عشيّهْ
مظهراتّ رقمًا تهال له العي؟ ...؟ن، وعقلًا، وعقمةً فارسيَّهْ
١٣١ دير السوسي: قال الشابشتي: هذا الدير على شاطئ دجلة بقادسية سر من رأى، وبين القادسية وسر من رأى أربعة فراسخ، والمطيرة بينهما.
وقال البلاذري: هو دير قديم، بناه رجلٌ من أهل سوس وسكنه مع رهبان معه، فسمي به. وهو بنواحي سر من رأى، بالجانب الغربي، وهو في مكان كله متنزهات وبساتين وكروم، والناس يقصدونه لما فيه من مواطن القصف واللعب والسرور ذكره عبد الله بن المعتز، فقال:
علّلاني بصوتٍ نايٍ وعودِ ... وأسقياني دمَ ابنةِ العنقودِ
يا لياليَّ بالمطيرةِ والكرْ ... حِ، وديرِ السّوسي بالهِ عودي
كنتِ عندي أنموذجات من الجن؟ ...؟نةِ، لكنها بغيرِ خلودِ
أشرب الراحَ، وهي تشري عقلي ... وعلى ذاك كان قتلُ الوليدُ
١٣٢ دير سويرس: بأسيوط من صعيد مصر، ينسب إلى الراهب سويرس، وهو دير قديم.
1 / 38