Khayal Zill
خيال الظل واللعب والتماثيل المصورة عند العرب
Genres
على أن ذلك كله لم يشبع طموح أحمد تيمور ورغبته الدائمة في الاستزادة من العلم، فاتصل بكثيرين من العلماء الأعلام والقادة العظام في خارج مصر واستفاد منهم كثيرا، ولا شك أنهم استفادوا منه الكثير. •••
ولما اتسعت مكتبته الخاصة، وكثر ما ضم إليها من نوادر المخطوطات، ونفائس المؤلفات، اتخذ لها دارا خاصة في الزمالك، ولم يزل يتعهدها بالتنمية حتى صارت بحق المكتبة المصرية الثالثة في مصر، بعد دار الكتب ومكتبة الأزهر.
وقد زودها بكثير من الصور «الفوتوغرافية» التي التقطها وأعدها بنفسه للمشاهد الأثرية والتاريخية التي درست معالمها بعد ذلك، كالقناطر التي كانت على الخليج
1
قبل ردمه في القاهرة، وبذلك أدى خدمة جليلة للتاريخ.
وفي المكتبة عدا ذلك مجموعة من صور أساطين الإسلام، أمثال: صلاح الدين الأيوبي، وجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وعبد القادر الجزائري ... وغيرهم.
ولئن كان أحمد تيمور لم يخرج في حياته كتابا لنفسه، فما كان ذلك إلا عن تواضع كريم منه، وإيثار للتريث والتثبت، وللانصراف إلى البحث والدرس والكتابة، حتى لقد ترك من مؤلفاته المخطوطة عشرات من أنفس ما كتب الكاتبون.
وشاء الله إلا أن تظهر هذه الكتب بعد وفاة صاحبها سنة 1945، فقيض لذلك لجنة نشر المؤلفات التيمورية، وقيض للجنة رئيسا خبيرا قديرا، بلغ المكانة القصوى بين رجالات العلم والقلم، هو الأستاذ الكبير خليل ثابت. وقد وفقت اللجنة حتى الآن إلى نشر كثير من تلك المخطوطات العلمية والتاريخية واللغوية والأدبية، ولا يزال لديها الكثير مما هي بسبيل نشره منها، كتابا بعد كتاب.
وكما ورث أحمد تيمور حب العلم والأدب وأهلهما عن والده إسماعيل تيمور، أورث ذلك أولاده الثلاثة: إسماعيل، ومحمد، ومحمود.
وقد بلغ المرحوم إسماعيل تيمور مرتبة كبيرة في وظائف القصر، وكان إلى ذلك عالما أديبا محبا ومقدرا للعلماء والأدباء، وبقي كذلك إلى أن اختاره الله إلى جواره.
Unknown page