Khayal Zill
خيال الظل واللعب والتماثيل المصورة عند العرب
Genres
وجاء في حرف الدال من «معجم البلدان» لياقوت: «دار الشجرة: دار بالدار المعظمة الخليفية ببغداد، من أبنية المقتدر بالله، وكانت دارا فسيحة ذات بساتين مونقة. وإنما سميت بذلك لشجرة كانت هناك من الذهب والفضة، في وسط بركة كبيرة مدورة، أمام إيوانها وبين شجر بستانها، ولها من الذهب والفضة ثمانية عشر غصنا، لكل غصن منها فروع كثيرة مكللة بأنواع الجوهر على شكل الثمار، وعلى أغصانها أنواع الطيور من الذهب والفضة، إذا مر الهواء عليها أبانت عن عجائب من أنواع الصفير والهدير. وفي جانب الدار عن يمين البركة تمثال؛ خمسة عشر فارسا على خمسة عشر فرسا، ومثله عن يسار البركة، قد ألبسوا أنواع الحرير المدبج مقلدين بالسيوف، وفي أيديهم المطارد، يتحركون على خط واحد، فيظن أن كل واحد منهم إلى صاحبه قاصد.»
ومن كل ذلك ترى أنهم لم يكتفوا بتصوير التماثيل فحسب، بل احتالوا على تحريكها بقوة الماء أو اللوالب المدبرة بصنوف الحيل، وجعلوا على أفواه ما صوروه الصفارات تدفع فيها الريح أو الماء، فتحاكي صوت ذي الروح.
وقد طالت أيديهم في غير ذلك من الصنائع، كالبناء والنحت والنجر والنسخ، كما أحكموا صنع الآلات الفلكية وغيرها، واحتالوا على جر الأثقال ورفع الماء وتسخيره في إدارة الساعات والدواليب وما شاكلها، وكذلك أتقنوا صنع آلات القتال، كالمكاحل والمدافع وقوارير النفط والدبابات والكباش الناطحة للحصون.
لعبة البنات
وكان للعرب تماثيل خاصة بصغارهم يسمونها ب «الجواري» و«البنات»، كما في قول امرئ القيس:
عهدتني ناشئا ذا غرة
رجل الجمة ذا بطن أقب
أتبع الولدان أرخي مئزري
ابن عشر ذا قريط من ذهب
وهي إذ ذاك عليها مئزر
Unknown page