Khawāṭir al-khayāl wa-imlāʾ al-wijdān
خواطر الخيال وإملاء الوجدان
Genres
رأى فاجنر أن ينهض بالدرام الموسيقي إلى أوج الكمال، فوضع نظرياته العديدة وابتكاراته العظيمة حتى أصبح فنه كالمغناطيس يجذب أغلب الموسيقيين إليه طوعا أو كرها، وكان أساس نظامه الوحدة الفنية بين الفنون اللازمة للمسرح، إذ يجب أن يكون الموضوع ونظم الدرام والتلحين لشخص واحد حتى تسود وحدة التفكير في المتن والموسيقى.
كان فاجنر ينتخب الموضوع بنفسه وينظم شعره ويلحنه، ويتلخص مذهبه في أن تكون الموسيقى واصفة لكل ما تقع عليه العين معبرة لكل ما يجيش في النفوس ويختلج في الأفئدة من مختلف العواطف والميول.
ولقد ابتكر فنا جديدا لتوزيع الموسيقى على الآلات لا يجاريه فيه مجار، وامتازت موسيقاه باتصالها وارتباطها كالحلقة المفرغة حتى لا يتسنى لأحد أن ينتخب منها قطعا متفرقة؛ لأنها غير قابلة للتجزئة.
ومن أهم ابتداعه اللحن المثير
Leitmotiv
وهو عبارة عن لحن صغير يرمز به لمعنى من المعاني ويتكرر بالمناسبات، وهو قوي التعبير مظهر للمعاني الخفية.
كان فاجنر قوي الإرادة، ماضي العزيمة، سيئ الحظ، بائسا قلب له الدهر ظهر المجن، فلم تثبط صروف الزمن همته أو تفل له عزما، بل استمر في تأدية رسالته وهو واثق من نفسه.
لم يفهمه قومه ولا الباريسيون أنفسهم وسقطت تانهوزر وقابلوها بالصفير ونكات الشوارع، وحينما ابتدئ بتمثيلها في باريس وكان أغلب الجماهير جاهلا محافظا على التقاليد العتيقة فلم يسغ فن فاجنر الجديد، والبعض الراقي من الموسيقيين نهش الحسد صدورهم وأشفقوا من هذا المنافس الجديد، والبعض أعماهم التعصب الذميم، كان الباريسيون تشجيهم موسيقى مييربير المزوقة الجوفاء الخالية من العواطف والتعبير، وقد قال فاجنر: «إن مقطعا موسيقيا واحدا من برليوز لأفضل من جميع الأوبيرات التي كتبها مييربير.»
تألب بعض النقاد على فاجنر مثل: برليوز وفيتيس وشومان وغيرهم، ولم يكن الخصام بين برليوز وبين فاجنر إلا بسبب سوء الفهم ثم تصافحا وتحابا.
وتفصيل الخبر أنه عرض على فاجنر في يناير سنة 1855 أن يقود الأوركستر
Unknown page