246

Khawāṭir al-khayāl wa-imlāʾ al-wijdān

خواطر الخيال وإملاء الوجدان

Genres

اذهب وكن على رأس الجند ومر من المضيق.

عبلة (آتية من المعسكر وهي تعدو وشيبوب وراءها) :

أواه عنترتي، لقد فهمت كل شيء وحدثني به قلبي، لا تمكر علي فإن قلبي لقلب بطلة، ولو أنه تألم كثيرا ولكنه يستطيع أن يستمر في ألمه (ثم تقع على قدميه)

إنني لا أتألم إذا شاطرتك حظك، أما أنا ظل ارتبط بظلك؟

عنترة (وقد غالب آلامه) :

هذه زهرتي المسكينة قد أضجعها إعصار وهي مثقلة بماء السماء، انهضي فإن الشمس ستشرب وهي منحنية عليك عبرات حبك، لقد بدد الحديد المصهور كل خوف، وإني لأشعر بخفة وطأة الموت وأكاد أفلت من مخالبه، وإنك تستطيعين يا عبلة أن تذهبي وأنت مطمئنة مرتاحة البال، (ثم يقول بلهجة حنان وتأثر)

هذا واجب عليك، وإن لك غرضا يجب أن يكون نصب عينيك، ستبتهج له نفسك وهو أمل عظيم يتوج المرأة ويولد الغد من أسراره الخفية، وحبذا لو نضجت ثمرة حبنا يا عبلة، وإن مت وجب عليك أن تضاعفي حبك لهذا المخلوق الصغير (ثم يبتسم) ، ولكن ما العمل؟ وكأني أحزنك وأقطب جبينك وأسعد عبراتك، ولكن كل شاعر حزين الفؤاد ولو من غير ما داع ولا سبب.

عبلة (تنهض وهي منهوكة القوى مصعدة الزفرات) :

سأرحل ولكنك لا تخدعني، وأعلم أن كل لحظة أو خطوة تبعدني إلى الأبد عن وجهك ونظرك المملوء بالعطف والحنان، ولا تقل عنك شجاعتي وسأذهب طائعة، وأتمنى أن ألد ولدا يثأر وينتقم لأبيه، وإني أحب الحياة لأجلكما، وهل يساعدني الحظ على نيل هذه الأمنية؟

عنترة! إنني كالسكرى من هذه الضحية وذلك الألم، فالوداع الوداع! وآمل أن لا تلين عبراتي من قناتك، ثم يتعانقان.

Unknown page