162

Khawatir Khayal

خواطر الخيال وإملاء الوجدان

Genres

برليوز :

لقد نسي شاربونيل أن يقدمني إليك ولكنه يجهل ذلك، إنني هكتور برليوز منشد «كوريست» في مسرح النوفوتيه (فدهش الرجلان عند سماعه) ، ولكن ما العمل ويلزمني أن أعيش وقد عملت مسابقة في النوفوتيه لكوريست وكان يزاحمني نساج وحداد، وكان المسرح محتاجا لمنشد له صوت «باس» وصوتي باريتون، ولكني فزت عليهما ولي خمسون فرنكا في الشهر، (ثم أخذ يقهقه وغنى قطعة من الفودفيل، وكان شاربونيل ودورتيج يبتسمان في أول الأمر ثم أغرقا في الضحك، فلما رآهما برليوز على تلك الحال كف فجأة عن الغناء ثم قال) : هل رأيتما هارييت سمتسون في هملت؟ هل رأيتماها وفي «أوفيلي»؟ لقد صعقني شكسبير حينما سقط علي فجأة هو وهارييت! وفي ذاك المساء عرفت العظمة الحقيقية والجمال الحق والحقيقة الروائية، وفي نفس هذا المساء عرفت الحب! إنها لم ترني ولم أخاطبها ولكني أحبها! اذكر هذا يا مسيو دورتيج وانشره وقل إنها ستكون لي زوجا!

شاربونيل :

أنت أحمق.

برليوز :

ستكون عقيلتي وأنا موقن بذلك وأشعر به! (ثم دخل عليهم مونفور وحيا دورتيج ثم دار الحديث بينهم على غرام برليوز، وبعد لحظة غنى برليوز وهو بجانب النافذة قطعته المسماة «مرثية» واصطحبه على البيانو مونفور ثم سكت فجأة، إذ لمح من النافذة هارييت سمتسون.)

برليوز :

هي هي! ... وهذه العربة التي وقفت لأجلها (ثم هرول إلى عباءته ولبسها وبحث عن قبعته فلم يجدها) .

شاربونيل :

هل نويت الخروج؟

Unknown page