57

Khawatir Himar

خواطر حمار: مذكرات فلسفية وأخلاقية على لسان حمار

Genres

وقدم له برنيطة حمار علقت فيها أجراس صغيرة، وزينت بشرائط حريرية ملونة.

فأخذها ميرليفلور واتجه بها نحو غلام أحمر سمين كان هز رأسه مقدما استلفاتا للحمار العالم، واستعدادا لاستلام البرنيطة منه ، وكان من السهل - لمشابهته لتلك المرأة السمينة التي ادعت زورا أنها أجمل من في الحفلة - ملاحظة أن ذلك الغلام لم يكن إلا ابن صاحب الملعب وأنه متواطئ معه على ما حصل.

ورأيت أن هذه هي الفرصة السانحة للانتقام من ذلك الغبي على ما صدر منه من الكلام المهين.

وقبل أن يفكر الناس في ظهوري على المرسح تقدمت ثانيا إلى داخل الدائرة، وسعيت نحو زميلي وانتزعت منه البرنيطة في اللحظة التي هم فيها بوضعها على رأس ذلك الغلام، وقبل أن يلحظ المعلم صاحب الملعب شيئا جريت نحوه ووضعت يدي (قائمتي) الأماميتين على كتفه، وهممت بوضع البرنيطة على رأسه هو فقاومني بعنف وصار في غاية الشراسة، ولكن ضحك الجمهور وتصفيقاته المتواترة كانت تسمع في هذه اللحظة من كل جانب.

وصاح الناس: برافو! هذا هو الحمار العالم الحقيقي.

سقوط الرجل وإلباسه البرنيطة.

وصرت مأخوذا متشجعا بتصفيق الجمهور، فبذلت جهدا آخر في إلباسه برنيطة الحمار فبمجرد انسحابه تقدمت وتسابقنا مسابقة شديدة، فهو أفلت مني بكل قوته وأنا جريت وراءه، ثم تنشطت ووثبت فوق ظهره ووضعت يدي على كتفيه واعتمدت برجلي على ظهره، فسقط على الأرض.

وانتهزت فرصة سقوطه فوضعت البرنيطة على رأسه، وأوغلتها فيه إلى الذقن، وانسحبت فجأة. وقام الرجل فلم يستطع أن يراني لأن عينيه كانتا محجوبتين بالبرنيطة، وكان هو في غاية الخجل من سقوطه، فكان يداري خجله بالدوران والوثب ضمن الدائرة، وإتماما لهذا الدور من اللعب كنت أجاريه في الدوران والوثب مثله.

ثم قطعت هذه المحاورة بأن ذهبت إليه ثم عضضته في أذنه، ثم اعتمدت على رجلي ووثبت مثله تارة إلى الأمام وتارة إلى الوراء.

وليس من السهل أن أصف لكم ما كان عليه الجمهور المشاهد من الابتهاج والتأثر والاستغراب، وما أظن أن حمارا في الدنيا نال من الإعجاب والظفر مثل ما نلت في تلك الحفلة.

Unknown page