عام (١) فإبراهيم ﵇ طفئت عنه نار نمروذ (٢) بقول الله تعالى لها: ﴿... كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ [الأنبياء: من الآية ٦٩] وقرب (٣) إبراهيم منها، ونيران فارس خمدت على مسافة أشهر من محمد ﷺ حين ولد، وفي أمة محمد ﷺ مَن أُلقي في النَّار فلم توثِّر فيه ببركته: منهم أبو مسلم الخَولاني لمَّا دعاه الأسود العَنْسي المتنبِّئ إلى تصديقه فقال: ما أسمع -مرارًا-، فأجَّج له نارًا وطرح فيها أبا مسلم، فلم تضرُّه، فلمَّا قدم المدينة رآه عمر ﵁ فقبَّل بين عينيه، ثم جاء به حتى أجلسه بينه وبين أبي بكر الصديق ﵁، وقال: الحمد لله الذي لم يُمتني حتى أراني في أمة محمد ﷺ من فُعل به كما فُعل بإبراهيم خليل الرحمن (٤) ﵇.
وأما إلقاء إبراهيم ﵊ في المنجنيق ورميهم به فإن في أصحاب
_________
(١) ذكره البيهقي في الدلائل (١/ ١٢٦ - ١٢٧) من طريق مخزوم بن هانئ المخزومي عن أبيه، بفلظ: "لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله ﷺ، ارتجس إيوان كسرى، وسقط منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نيران فارس، ولم تتخمد قبل ذلك بألف عام ... "؛ وأبو نعيم في دلائل النبوة (١/ ١٣٨)، تحقيق: محمد رواس قلعه جي وعبدالبر عباس، الطبعة الثانية ١٤٠٦، دار النفائس، بيروت؛ والسيوطي في الخصائص الكبرى ص ٨٨ - ٨٩، ١٤٠٥، دار الكتب العلمية، بيروت، بلفظ: "خمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك ... "؛ وقال: "قال ابن عساكر: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مخزوم عن أبيه تفرد به أبو أيوب البجلي هكذا قال في ترجمة سطيح في تاريخه، وقال في ترجمة عبد المسيح بعد أن أخرجه من هذا الطريق ورواه معروف بن خربوذ عن بشر بن تيم المكي قال: لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله ﷺ فذكر نحوه، قلت: ومن هذا الطريق أخرجه عبدان في كتاب الصحابة وقال ابن حجر في الاصابة أنه مرسل". الخصائص الكبرى ص ٨٩؛ وقال د. عبدالمعطي قلعجي محقق كتاب الدلائل للبيهقي: "وهذا حديث ليس بصحيح، وذكره في كل هذه الكتب على سبيل التسهيل لتمحيصه لا لصدقه". دلائل النبوة (١/ ١٢٩).
(٢) في ب "نمرود" بالدال المهملة.
(٣) في نسخة بهامش أ، نسخة بهامش ب " بقرب".
(٤) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (٢/ ١٢٨ - ١٢٩)، وابن عبدالبر في الاستيعاب في معرفة الأصحاب (٤/ ١٧٥٨)، تحقيق: علي البجاوي، الطبعة الأولى ١٤١٢، دار الجيل، بيروت؛ كما نقله ابن حبان في صحيحه (٢/ ٣٣٨)، من طريق أبي حاتم؛ قال ابن كثير: "هذا وإن كان فيه انقطاع مشهور". مسند أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب ﵁ وأقواله على أبواب العلم (٢/ ٦٩٢)، لابن كثير، تحقيق: عبدالمعطي قلعجي، الطبعة الأولى ١٤١١، دار الوفاء، المنصورة.
1 / 344