118

Khaṣāʾiṣ Sayyid al-ʿĀlamīn wa-mā lahu min al-manāqib al-ʿajāʾib ʿalā jamīʿ al-anbiyāʾ ʿalayhim al-salām (maṭbūʿ maʿa: minhaj al-Imām Jamāl al-Dīn al-Sarmarī fī taqrīr al-ʿaqīda)

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

Editor

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

Publisher

(بدون)

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Genres

صفي الله وأنا حبيب الله» (١)، ولا يخفى مابين الكليم والحبيب من التفاضل، ولعظم منزلة محمّد ﷺ عند الله في المحبّة لما قال من قال من الكفّار حين اشتكى فلم يقم ليلة أو ليلتين أنه قد وُدِّع فأنزل الله [ق ٢٦/و]﷿: ﴿وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (٣) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (٤) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ [الضُّحى: ١ - ٥] (٢).
وأما تكليم الله لموسى ﵇ ففضيلة عظيمة ولمحمّد ﷺ مثلها وأعظم منها، فإن موسى ﵊ قد كلّمه الله تعالى وموسى في الأرض، ومحمد ﷺ كلّمه الله تعالى وهو في مقام قاب قوسين أو أدنى من فوق سبع سموات بما الله به عليم من العلوّ، وموسى ﵇ سأل رَبَّه الرّؤية فمُنِعها، ومحمد ﷺ أُعطِيها من غير سؤال ليلةَ المعراج في أحد قولي العلماء (٣)، قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾ [الإسراء: من الآية ٥٥].

(١) أخرجه الدارمي في سننه (١/ ٢٠٠)، كتاب دلائل النبوة، باب ما أعطي النبي ﷺ من الفضل، ح ٥٥، قال المحقق حسين الداراني: "في إسناده علتان: عبدالله بن صالح والانقطاع"؛ وقد تقدم التعليق على تفضيل وصف النبي ﷺ بالحبيب على الخليل، انظر: ص ٣٢٠ - ٣٢١.
(٢) أخرجه البخاري (٦/ ١٨٢)، كتاب فضائل القرآن، باب كيف نزل الوحي وأول ما نزل، ح ٤٩٨٣، من طريق الأسود بن قيس عن جندب، بلفظ: "اشتكى النبي ﷺ فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتته امرأة، فقالت: يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فأنزل الله ﷿: ﴿وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾ [الضُّحى: ١ - ٣]؛ وأخرجه مسلم (٣/ ١٤٢٢)، بنحو لفظ البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي ﷺ من أذى المشركين والمنافقين، ح ١٧٩٧.
(٣) قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وأما الرؤية: فالذي ثبت فى الصحيح عن ابن عباس أنه قال: رأى محمد ربه بفؤاده مرتين، وعائشة أنكرت الرؤية. فمن الناس من جمع بينهما، فقال: عائشة أنكرت رؤية العين، وابن عباس أثبت رؤية الفؤاد، والألفاظ الثابتة عن ابن عباس هى مطلقة أو مقيدة بالفؤاد، تارة يقول: رأى محمد ربه، وتارة يقول: رآه محمد، ولم يثبت عن ابن عباس لفظ صريح بأنه رآه بعينه. وكذلك الامام أحمد تارة يطلق الرؤية وتارة يقول: رآه بفؤاده؛ ولم يقل أحد أنه سمع أحمد يقول رآه بعينه، لكن طائفة من أصحابه سمعوا بعض كلامه المطلق ففهموا منه رؤية العين، كما سمع بعض الناس مطلق كلام ابن عباس ففهم منه رؤية العين، وليس فى الأدلة ما يقتضى أنه رآه بعينه ولا ثبت ذلك عن أحد من الصحابة ولا فى الكتاب والسنة ما يدل على ذلك، بل النصوص الصحيحة على نفيه أدل كما فى صحيح مسلم عن أبى ذر قال: سألت رسول الله ﷺ هل رأيت ربك؟ فقال: «نور أنَّى =

1 / 402