116

Khaṣāʾiṣ Sayyid al-ʿĀlamīn wa-mā lahu min al-manāqib al-ʿajāʾib ʿalā jamīʿ al-anbiyāʾ ʿalayhim al-salām (maṭbūʿ maʿa: minhaj al-Imām Jamāl al-Dīn al-Sarmarī fī taqrīr al-ʿaqīda)

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

Editor

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

Publisher

(بدون)

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Genres

وبقي (١) ذلك الرجل متحرزًا مدّة حتى أنفذ (٢) الله فيه حكمه بما وَعَد به الرسول ﷺ، وما أظهروا عداوته إلا لما سَبّ آلهتهم وضلّل آبائهم وسفّه أحلامهم على عبادة غير الله.
فأمَّا محبّة المؤمنين له عليه الصلاة (والبركة) (٣) والسلام فأمر ظاهر لايحتاج إلى برهان، فإنه لما دعى (٤) خواصهم كأبي بكر وعمر ﵄، وعوامَهم ﵃، وآمنوا به، أمرهم بالهجرة من بلادهم وعن أولادهم وعن قومهم وآبائهم وأمهاتهم وعشائرهم ومساقط رؤوسهم وأوطانهم، هاجر أناس إلى الحبشة وأناس إلى غيرها، وهجروا الأهل والمساكن والعشائر، ولايخفى محبة العرب لعشائرهم وقومهم وشدّة خوفهم إذا بَعُدوا عنهم أو فارقوهم إلى غيرهم، فهاجر من هاجر من مكّة وهي مركز دينهم وموضع شرفهم وعبادتهم التي فخروا بها على جميع الأمم وحسدهم عليها جميع الطوائف فتركوا بها الأهل والأموال، وهاجروا إلى الله تعالى ورسوله ﷺ رغبةً في الدين ومحبّة له حتى إنهم يوم بدر تكلموا في الأسارى فأشار كل قوم بما عندهم، فقال عمر ﵁: "ما أرى الذي رأوا ولكن تمكننا منهم فنضرب أعناقهم، فتمكن عليًّا من عَقيل فيضرب (٥) عنقه، وتمكّنني من فلان [ق ٢٥/ظ] نسيب لعمر فأضرب عنقه، فإنّ هؤلاء صناديد الكفر وأئمّته" (٦)، وفي صلح الحديبية يقول قائل (٧) الكفّار (٨): والله ما رأيتُ أحدًا يعظّم أحدًا مايعظّم محمّدًا أصحابُه، لقد دخلت على الملوك فما رأيت قومهم يعظّمونهم كما يعظم محمّدًا أصحابُه، فإنهم إن تكلم أنصتوا ولا يرفعون أصواتهم عنده
إجلالًا له، وما تنخّم نخامةً إلا وقعت في يد رجل منهم فدلك بها وجهه وجسده؛ ومثل

(١) في ب "ونفى"، وهو تصحيف.
(٢) في ب "أنفذه" بزيادة الهاء، وهو خطأ.
(٣) "والبركة" ليس في ب.
(٤) في ب "ادعى" بزيادة الهمزة، وهو خطأ.
(٥) في ب زيادة "به" بعد "فيضرب".
(٦) أخرجه مسلم (٣/ ١٣٨٣)، بنحوه في كتاب الجهاد والسير، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم، ح ١٧٦٣.
(٧) في ب "قاتل الله".
(٨) وهو عروة بن مسعود ﵁، والخبر أخرجه البخاري (٣/ ١٩٣)، كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط، ح ٢٧٣١.

1 / 400