106

Khaṣāʾiṣ Sayyid al-ʿĀlamīn wa-mā lahu min al-manāqib al-ʿajāʾib ʿalā jamīʿ al-anbiyāʾ ʿalayhim al-salām (maṭbūʿ maʿa: minhaj al-Imām Jamāl al-Dīn al-Sarmarī fī taqrīr al-ʿaqīda)

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

Editor

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

Publisher

(بدون)

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Genres

فردّها ولم يعصرها فكانت كلّما أرادت (١) سَمْنًا أخذت منها حتى عصَرتها ففني فقال ﷺ: «لو لم تَعصرها لأخذَتْ منها وقام لها أدم بيتها ...» الحديث (٢)، وكجراب أبي هريرة ﵁ الذي كان فيه دون عشرين تمرة فدعا فيه بالبركة فأكل وجهّز في سبيل الله كذا وكذا وسقا وبقي يأكل منه ويطعم إلى أن قتل عثمان [ق ٢٢/و] بن عفّان ﵁ ففقد الجراب في تلك الواقعة (٣)، وكشعير عائشة ﵂ الذي دعا فيه فكانت تأكل منه حتى كالته ففني (٤) وهذا باب واسع؛ وأيضًا فإنّ بني إسرائيل لمّا رزقوا المنّ والسّلوى كانوا (٥) محجورًا عليهم في التّيه، معاقَبين (٦) على مخالفة الأمر بالدخول إلى الأرض المقدّسة لما
احتجوا بأنّ فيها قومًا جبّارين، فقالوا: إنّا لن ندخلها أبدًا ماداموا فيها، وقالوا لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، فحرمها عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض، فجعلهم يتيهون في أرض التّيه تلك المدّة، فهذا كان حالهم لما أنزل الله تعالى عليهم المن والسلوى وأصحاب نبيّنا ﷺ لمّا أمرهم بالقتال قالوا: اوْمُرْنا بما شئت فوالله لو

(١) في ب "أراد" بدون تاء التأنيث.
(٢) أخرجه مسلم (٤/ ١٧٨٤)، كتاب الفضائل، باب في معجزات النبي ﷺ، ح ٢٢٨٠، من طريق جابر ﵁، بلفظ: "أن أم مالك كانت تهدي للنبي ﷺ في عكة لها سمنًا، فيأتيها بنوها فيسألون الأُدم، وليس عندهم شيء، فتعمد إلى الذي كانت تُهدي فيه للنبي ﷺ، فتجد فيه سمنًا، فما زال يقيم لها أُدم بيتها حتى عصرته، فأتت النبي ﷺ فقال: «عصرتيها»، قالت: نعم، قال: «لو تركتيها ما زال قائمًا».
(٣) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (١٤/ ٢٧٦) ح ٨٦٢٨، من طريق أبي العالية عن أبي هريرة، بلفظ: "أتيت النبي ﷺ يومًا بتمرات، فقلت: ادع الله لي فيهن بالبركة، قال: فصفَّهن بين يديه، قال: ثم دعا، فقال لي: «اجعلهن في مزود، فأدخل يدك ولا تنثره» قال: فحملت منه كذا وكذا وسقًا في سبيل الله، ونأكل، ونُطعم، وكان لا يفارق حقوي، فلما قتل عثمان ﵁ انقطع عن حقوي فسقط"؛ وأخرجه الترمذي (٥/ ٦٨٥)، بنحو لفظ المسند في أبواب المناقب، باب مناقب أبي هريرة ﵁، ح ٣٨٣٩، وقال: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة"، وقال الألباني: " حسن الإسناد". صحيح سنن الترمذي (٣/ ٥٦٠)، للإمام الألباني، الطبعة الأولى ١٤٢٠، مكتبة المعارف، الرياض.
(٤) أخرجه البخاري (٨/ ٩٦)، كتاب الرقاق، باب فضل الفقر، ح ٦٤٥١؛ وأخرجه مسلم (٤/ ٢٢٨٢)، كتاب الزهد والرقائق، ح ٢٩٧٣، عن عائشة ﵂، بلفظ: "لقد توفي النبي ﷺ وما في رفِّي من شيء يأكله ذو كبد، إلا شطر بعير في رف لي، فأكلت منه، حتى طال عليَّ، فَكِلته ففني".
(٥) في ب "كان".
(٦) في ب زيادة "كانوا" قبل "معاقَبين".

1 / 390