Khasais Kubra
الخصائص الكبرى
Publisher
دار الكتب العلمية
Publication Year
1405 AH
Publisher Location
بيروت
Genres
Prophetic Biography
وروى الْحَافِظ ابو زَكَرِيَّا يحيى بن عَائِذ فِي مولده عَن ابْن عَبَّاس ان آمِنَة كَانَت تحدث عَن يَوْم ميلاده وَمَا رَأَتْ من الْعَجَائِب قَالَت بَينا أَنا أعجب إِذا بِثَلَاثَة نفر ظَنَنْت ان الشَّمْس تطلع من خلال وجههم بيد أحدهم إبريق فضَّة وَفِي ذَلِك الابريق ريح كريح الْمسك وَفِي يَد الثَّانِي طست من زمردة خضراء عَلَيْهَا أَرْبَعَة نواحي على كل نَاحيَة من نَوَاحِيهَا لؤلؤة بَيْضَاء وَإِذا قَائِل يَقُول هَذِه الدُّنْيَا شرقها وغربها وبرها وبحرها فاقبض يَا حبيب الله على اي نَاحيَة شِئْت مِنْهَا قَالَت فَدرت لأنظر ايْنَ قبض من الطست فَإِذا هُوَ قد قبض على وَسطهَا فَسمِعت الْقَائِل يَقُول قبض مُحَمَّد على الْكَعْبَة وَرب الْكَعْبَة اما أَن الله قد جعلهَا لَهُ قبْلَة ومسكنا مُبَارَكًا وَرَأَيْت بيد الثَّالِث حريرة بَيْضَاء مطوية طيا شَدِيدا فنشرها فَإِذا فِيهَا خَاتم تحار أبصار الناظرين دونه ثمَّ جَاءَ إِلَيّ فتناوله صَاحب الطست فَغسل بذلك الإبريق سبع مَرَّات ثمَّ ختم بَين كَتفيهِ بالخاتم ختما وَاحِدًا ولفه فِي الحريرة مربوطا عَلَيْهِ بخيط من الْمسك الأذفر ثمَّ حمله فَأدْخلهُ بَين أجنحته سَاعَة
قَالَ ابْن عَبَّاس كَانَ ذَلِك رضوَان خَازِن الْجنان وَقَالَ فِي أُذُنه كلَاما لم أفهمهُ وَقَالَ اُبْشُرْ يَا مُحَمَّد فَمَا بَقِي لنَبِيّ علم إِلَّا وَقد أَعْطيته فَأَنت أَكْثَرهم علما وأشجعهم قلبا مَعَك مَفَاتِيح النُّصْرَة قد ألبست الْخَوْف والرعب لَا يسمع اُحْدُ بذكرك إِلَّا وَجل فُؤَاده وَخَافَ قلبه وَإِن لم يَرك يَا خَليفَة الله
قَالَ ابْن دحْيَة فِي التَّنْوِير هَذَا حَدِيث غَرِيب
وَأخرج ابْن سعد وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ يَهُودِيّ قد سكن مَكَّة يتجر بهَا فَلَمَّا كَانَت اللَّيْلَة الَّتِي ولد فِيهَا رَسُول الله ﷺ قَالَ فِي مجْلِس من قُرَيْش يَا معشر قُرَيْش هَل ولد فِيكُم اللَّيْلَة مَوْلُود فَقَالَ الْقَوْم وَالله مَا نعلمهُ قَالَ احْفَظُوا مَا اقول لكم ولد هَذِه اللَّيْلَة نَبِي هَذِه الْأمة الْأَخِيرَة بَين كَتفيهِ عَلامَة فِيهَا شَعرَات متواترات كَأَنَّهُمْ عرف فرس لَا يرضع لَيْلَتَيْنِ وَذَلِكَ ان عفريتا من الْجِنّ أَدخل اصبعه فِي فَمه فَمَنعه الرَّضَاع فتصدع الْقَوْم من مجلسهم وهم يتعجبون من قَوْله فَلَمَّا صَارُوا إِلَى مَنَازِلهمْ اخبر كل انسان مِنْهُم أَهله فَقَالُوا قد ولد لعبد الله بن عبد
1 / 84