الصُّدغُ مسكٌ والثّنا ... يا لؤلؤٌ والرّيق قرْقفْ
والوردُ من وجَناته ... بأنامِلِ الألحاظ يُقطَفْ
وقوله من قصيدة كتبها الى أبي الحسن ابن التّلميذ في مرضه:
زعموا لي أنّ نفسي درّةٌ ... تُعجِزُ الوصفَ وجسمي صدَفَهْ
وأنا واللهِ ما أعرفُها ... ليس في الأخلاق مثلُ النّصَفَهْ
إنّما أعرفُ جسمي وحدَه ... وأرى أعضاءَهُ المؤتلفَهْ
آه منّي أعمُرُ الحبسَ الذي ... هو لا شكّ لنفسي مَتْلَفَهْ
يا بني التّلميذِ لو وافيتكُمْ ... لم تكن نفسي بأهلي شغِفَهْ
إنّما أطلقتُ كَرمانَ بكم ... إنّكم لي عِوَضٌ ما أشرفَهْ
ومن أخرى:
ويا دهرُ لقد جُرْتَ ... الى النّكرِ عن العُرْفِ
الى كم تنقُلُ الدوْل ... ةَ من جِلفٍ الى جِلفِ
وقوله في بغداد:
بغداد دارٌ رياضُها أنفُ ... والغيثُ في عُنفوانه يكِفُ
ومع تصاريفِ طيبِ لذّتِها ... مُقامُ مثلي بمثلها شرَفُ
إذ كلّ من حلّها وأُوطِنَها ... جواهرٌ عندَ كسرِها خزَفُ
وإن رأيت الثّيابَ رائقةً ... فتلك دُرٌ في جوفها صدَفُ
القاف، وقوله من قصيدة في مدح تاج الملك، وقد عاد الى الوزاة وخلص من النّكبة:
لو أُعطيَ الدّسْتُ لسانًا فنطقْ ... لقال: تاجُ الملكِ بي منكم أحقّ
الآن قرّت عينُه ولم تزلْ ... مقسومةً بين البكاءِ والأرَقْ
بعَودِ مولانا وهل من نعمة ... أكثرُ من خلاصِه مما طرَقْ
جلا ظلامَ الخطْبِ نورُ رأيِه ... ووجهه كما جلا البدرُ الغسَقْ
وكان في بحر الخطوب عائمًا ... لا يختشي كالدُرِّ لا يخشى الغرَقْ
كأنّه الدينارُ في النار إذا ... زادت لظىً زادَ صفاءً وبرَقْ
والعودُ بالإحراق يبدو عرْفُه ... والمسكُ أذكى عبَقًا إذا سُحِقْ
والسيفُ لولا مِدوسُ الصّيقلِ ما ... جذّ الرِّقابَ حدُّهُ ولا ذلِقْ
ومنها:
ما كان حبسًا ذاك بل صيانةً ... والصّونُ للشيء النّفيسِ مستحقّ
أمنكَرٌ صونُ الضّلوع القلبَ أم ... مستبدَعٌ صونُ الجفونِ للحدَقْ
لولا سرارُ البدرِ ما تمّ فهل ... يؤيسُ من تمامه إذا امّحقْ
وقد يُصانُ السّيفُ بالغِمدِ وقد ... يغيبُ عُلويُّ النّجومِ في الشّفقْ
وقوله ردًا علي من يقول إنّ السّفر، به يبلَغُ الوطَر:
قالوا أقمتَ وما رُزقتَ وإنّما ... بالسّير يكتسبُ اللّبيبُ ويُرزقُ
فأجبتُهم ما كلّ سيرٍ نافعًا ... الخطّ ينفعُ لا الرّحيلُ المُقلِقُ
كم سفرةٍ نفعت وأخرى مثلها ... ضرّت ويكتسبُ الحريصُ ويُخفِقُ
كالبدرِ يكتسبُ الكمالَ بسيره ... وبه إذا حُرِمَ السّعادةَ يُمحَقُ
وقوله من قصيدة:
سارَ يبغي باللُّها مُدّاحَهُ ... مُنجِدًا عامًا وعامًا مُعرِقا
لم يكلّفهم إليهِ رحلةً ... إنّ خيرَ الماءِ لا يستقَى
فترى البُردَ الى مُدّاحِه ... بنَداهُ ولُهاهُ حِزَقا
وقوله وهو مريض مرض موته:
لم يبق من نفسي سوى نفَسٍ ... فانٍ ومن شمسي سوى فلَقِ
جسدي الذي لعبَ السّقامُ به ... حركاتُه حركاتُ مختنقِ
لم تتركِ الأسقامُ في بدني ال ... مسكين مُعتَرَقًا لمُعترِقِ
فلقد طلبْتُ الصّبرَ محتمِلًا ... ما بي من البلوى فلم أُطِقِ
يا عائدي والنّصْحُ من خُلُقي ... لا تدْنُ من نفَسي فتحترق
وقوله:
لهفي على بغدادَ دارِ الهوى ... فإنّني من حُبّها ما أفيقْ
وكلّ وجهٍ مثلِ شمسِ الضُحى ... فوقَ قوامٍ مثلِ غصنٍ رشيقْ
وكلّ رِدفٍ وافرٍ وارمٍ ... يحمِلُه بالظّلمِ خصرٌ دقيقْ
1 / 23