ضاع بين الحدَقِ النّجلِ وكم ... قلبِ صبٍّ عندها قد ضُيِّعا
الغين، وقوله في ذمّ المعلمين:
ولكنّ المعلّمَ ذقنُ سُرمٍ ... خفيفُ الرأسِ ليس له دِماغُ
وقد دُبِغت رؤوسُهم فأضحت ... نواشفَ قد تحيّفها الدّباغُ
وما إنْ كان فيها قطّ شيءٌ ... فكيف تقول أدركها الفراغُ
فما لعلوِّ مثلهِمُ مجازٌ ... ولا لنَفاقِ فضلِهمُ مساغُ
وقد صيغوا من الحُمق المنقّى ... ففيهم كلُّ فاحشةٍ تُصاغُ
وقوله في ذمّ الرّيّ:
الرّيُّ دارٌ فارغَهْ ... لها ظِلالٌ سابغَهْ
على تُيوسٍ ما لهم ... في المكرُماتِ بازغهْ
لا ينفُقُ الشّعرُ بها ... ولو أتاها النّابغَهْ
وقوله:
قد قلتُ للشيخ الرّئيس الذي ... تُعْزى إليه الحكمة البالغهْ
إن علومًا كنتَ أوضحتَها ... لنا بتلك الحجّة الدّامغهْ
كادتْ تُضاهي الوحيَ لكنّها ... قد أُنزلت عن غرفة فارغهْ
الفاء، وقوله من كلمة:
وربّ فتاةٍ كرِئْمِ الصّري ... م يُسكرُ مَنْ راءَها طرفُها
إذا رام قرنانُها كفّها ... تحكّم في رأسِه كفُّها
سقتني بريقتها خمرةً ... يطيبُ لشاربِها صِرفُها
فما ظبيةٌ من ظِباءِ العقي ... قِ ضلّ بذات الأضا خشفُها
بأملحَ منها إذا ما رنت ... مدلّهةً قد سجا طرفُها
ولا بانةٌ رنّحَتها الصّبا ... وهزّ ذوائبَها عصفُها
بأحسنَ من قدّها قامةً ... إذا اهتزّ في مشيها عِطُفها
تجلّ عن النّعت أخلاقُها ال ... حِسانُ ويُتعِبُني وصفُها
كنظم مناقبِ تاج الملو ... كِ أصبح يُعجزُني رصْفُها
وفيُّ العهودِ صَدوقُ الوعو ... دِ لا يتأتّى له خُلفُها
وشمسُ عُلىً دائمٌ نورُها ... وإشراقُها لا يُرى كسْفُها
إذا ما النّوائبُ حاولْنَه ... يصرَّفُ عن أمره صرفُها
وإن أجلبتْ حادثاتُ الزّما ... ن فأهونُ ما عندَه صرْفُها
خلائقُ كالماءِ معسولةٌ ... بل الرّاحُ ناسبَها لُطفُها
وقوله من قصيدة:
كأنّ غديرَ الماءِ جوشَنُ فِضّةٍ ... من السّردِ محبوكٌ عليها مُضاعفُ
ومنها:
يجورُ على العشّاق في الحكم مثلما ... تجورُ على تلك الخُصور الرّوادفُ
ومنها في المدح:
كأنّ رؤوس الصِّيد في ساحة الوغى ... هَبيدٌ له السيفُ الشِّهابيّ ناقفُ
كأنّ رِماح الحظّ أقلامُ كاتبٍ ... براحة بدرٍ والقلوبُ معارفُ
ويومٍ كأنّ النّقْعَ فيه ستائرٌ ... له وصليلُ المُرهَفاتِ معازفُ
فيا فلَكًا بالخير والشرّ دائرًا ... ويا ملِكًا في راحتيه العوارفُ
وصفْتُك فاعذُرني على طاقتي ... وإنّك حقًا فوقَ ما أنا واصفُ
ولما انتقدتُ الناسَ جمعًا نبذْتُهم ... كما نبذَ الفَلسَ الرّديءَ الصّيارفُ
ولم أرضَ إلا القاسميّ لمقصِدي ... فتىً عندَه ظلُّ المكارمِ وارفُ
ومن قوله في قصيدة:
إنما المالُ منتهى أملِ الخا ... مِلِ والودُّ مطلبُ الأشراف
لا أحبّ الفِجَّ الثّقيلَ ولو جا ... دَ ببذلِ المِئِينَ والآلافِ
وأحبّ الفتى يهَشُّ الى الضّيْ ... فِ بأخلاقه العِذاب اللِّطافِ
أريحيًّا طلْقَ المُحيّا حَييًّا ... ماءُ أخلاقِه من الكبرِ صافِ
ولو انّي لم أحظَ منه بغير ال ... بِشر شيئًا لكان فوقَ الكافي
ومن قوله:
ومدلّلٍ دقّتْ محا ... سنُ وجهِه عن أنْ تكيَّفْ
تركَ التصنُّعَ للجما ... ل فكان أظرفَ للتظرُّفْ
لو أنّ وجهَ البدر يُش ... بِهُ وجهَهُ ما كان يُكْسَفْ
1 / 22