لقد جار في الأحكام حتى أغصّني ... وأشرَقَني في النّائبات بِرِيقي
وله من قصيدة في المدح:
وما الرّمحُ عرّاصُ الكعوبِ مثقّفٌ ... يخوضُ الكُلى في كلّ يوم لقاءِ
بأمضى شَبًا من ناحل الجسم ذابلٍ ... بكفّك في يوميْ وغىً وعطاءِ
ولا المُزْنُ منهلّ الآقي كأنّه ... مودِّعُ حيٍ آذَنوا بثَناءِ
تجمّلَ للواشين ثمّ تبادرت ... مدامعُهُ في إثرِهم ببكاءِ
بأجوَدَ من أنواء كفّك ديمةً ... وأسخى بوَبْلَي نائلٍ وحِباءِ
وله من قصيدة:
طرَقَتْ وساريةُ النّجومِ هجودُ ... وسرت وشاردةُ الرِّياحِ ركودُ
نقص في الأصل
بيناهُ يرتقبُ المُنى ... حتّى تخطّفَهُ المنيّهْ
تبًّا لدهرٍ دينُه ... إخمالُ ذي الهِمَمِ العليّهْ
فالحُرُّ من دون الورى ... لرِماحِ قسوتِه دريّهْ
وخطوبُه بذوي الفضا ... ئِلِ دونَ غيرِهِمُ غريّهْ
ومنها:
قد كان لي يا ابْنَ الهُدى ... والوحي والعتَرِ الزّكيّهْ
بيت مذ عزمت هـ ... ذا الأمرَ في التّخفيفِ نيّهْ
ورأيتُ مسألةَ الرّجا ... لِ حُطامَهُمْ حالًا رديّهْ
وأنِفْتُ من ذلّ السؤا ... لِ بعِزِّ نفسٍ هاشميّهْ
وظَننْتُ أني غِنَىً ... عن قصدِ حضرتِك العليهّ
فاغتالني صرْفُ الزّما ... نِ فبِعتُ شعري بالنّسيّهْ
وله:
يقول أبو سعيدٍ إذ رآني ... عفيفًا منذُ عام ما شرِبْتُ
على يدِ أيّ شيخٍ تُبْتَ قل لي ... فقلتُ على يد الإفلاس تُبْتُ
وله في شكاية الفضل:
تجاهلتُ لمّا لم أرَ العقل نافعًا ... وأنكرتُ لمّا كنتُ بالعلم ضائعا
وما نافعي عقلي وعلمي وفِطنَتي ... إذا بتَّ صِفْرَ الكفّ والكيس جائعا
وله من قصيدة يصِفُ الشّيب:
نزَل الشّيبُ بفودِيَ ضيفًا ... يا سَقاهُ اللهُ ضيفًا وجارا
وكساني وفْدُهُ كلَّ وصفٍ ... من صفاتِ الشّيخِ إلا الوَقارا
وسقاني من أذاهُ كؤوسًا ... مُرّةً تعقِرُ ليست عُقارا
متّ إلا أنّ قلبيَ حيٌّ ... يعشقُ العِشقَ ويهوى الخَسارا
يتصابى بعدَما ردّ كرهًا ... من غَيابات الصِّبا ما استعارا
ما الذي تصنعُ باللهِ قُلْ لي ... ما أرى فيه عليك اقتدارا
فأنا في جانبِ البيت نِضْوٌ ... ما أطيقُ الخطْوَ إلا قِصارا
وله:
ورقّتْ دموعُ العين حتى حسبتُها ... دموعَ دموعي لا دموعَ جُفوني
همُ عذَلوني جاهليَ بقصّتي ... ولو عرَفوا ما نالَني رحِموني
وأُنشدت له، بأصفهان، من قصيدة في مدح مجد الملك مستوفي الدّولة الملكشاهيّة:
تجنّبَ في قرب المحلِّ وقصدِه ... وزارَ على شحْطِ المزارِ وبُعدِه
خيالُ حبيبٍ ما سعِدتُ بوصله ... وزورَتِه حتى شقيتُ بصدّهِ
تبسّم عن عذْبٍ شتيتٍ كشمْلِه ... وشملي يُذكي نارَ قلبي ببَردِه
فلم أدرِ من عُجْبٍ تحليَ ثغرِه ... أم افترّ ضحكًا عن فرائِدِ عِقدِه
وقابلَ نُوّارَ العَقيقِ وورْدَهُ ... بأنضرَ من نوْر الشّقيقِ وورْدِه
ورُبّ بَهارٍ مثلِ خدّيَ فاقعٍ ... يُناجي شقيقًا قانيًا مثلَ خدِّه
سقاني عليه قهوةً مثلَ هجرِه ... وطعمِ حياتي مُذ بُليتُ بفَقدِه
وما أسكرتْ قلبي وكيف وما صحا ... ولا زال سكرانًا بسكرة وجْدِه
ولو أنّه يسْقيهِ خمرةَ ريقِه ... لأطْفأ وجْدًا قد كواهُ بوقْدِه
سقاني وحيّاني بوردةِ خدِّهِ ... وريحانِ صُدْغَيْهِ وبانةِ قدِّه
1 / 14