وقال الحكما اذا تكاثف جز من الهوا بالبرد ث استرق عليه بعض الكواكب تصنع ذلك الجز. وانعطف منه الضو الي ما يليه من الهوا كالخمر الصافية اذا طلعت عليها الشمس سطع نورها وانعطفثمنه الوان مختلفة الي ما يقرب منها وحمرته وصفرته من قبل الرطوبة واليبس وقياس ذلك النار فانها اذا كانت من حطب رطب كان لونها احمر كدرا وان كانت من حطب يابس كان لونها اصفر صافيا والخضرة التي تري بعد الصفرة من اجل ان الجسم الذي ينعكس عنه يكون اكثر كدورة وقيل انما تحدث القوس عن رطوبة الهوا وصقاله حتي يمكن ان يرتسم فيه دائرة الشمس كما ترتسم الاشباح في المرايا وتشتبك الاشعة بما يكون فيه من البخار الرطب فيتولد فيكون منها تلك الألوان وانما يوجد دائرة في عين الناظر لان الشمس ابدا تكون في قفاها ولذلك تري في مقابلة الجهة التي فيها الشمس فيري في المغرب اذا كانت الشمس في المشرق ويري في المشرق اذا كانت الشمس في المغرب ولا يمكن ان تتم الدائرة في لاعيان لأنها انما تري ابدا اذا كانت الشمس فيما بين الطلوع والغروب الي القرب من الاستواء او معه بحيث يمكن الناظر ان يواجه مقابلها الذي يرتسم فيه وهي اذا كانت في الطلوع كان قطرها وبصر الناظر يمران على سطح الارض الي الافق الاخر فيجب لذلك ان يكون الظاهر من تلك الدائرة بعضها وكلما امعنت الشمس في الطلوع وجب ان تصغر الدائرة حتي تخفي قبل استوا الشمس لأنها في الاستواء مقابل الجهة التي لا نشاهدها واذا زلات لزم ان تري في المغرب صغيرة وكلما امعنت الشمس في الهبوط عظمت الدائرة. حتي اذا كانت في المغرب كان الظاهر منها نصفها وقلما يكون مع القمر لقلة ضوئه واذا كانت في بعض الاحايين فقد لا تكون ذات الوان مختلفة لقصور الضو ليلا عنه نهارا وقال بعضهم والقوس غير حقيقي وانما هو تخيلي لا وجود له في نفسه وانما ادراكه على نحو ادراك صورة الانسان في المراة من غير ان تكون منطبعة على الحقيقة في المراة ولا قائمة فيها وذلك بحسب غلط حس الباصر وهي لا تري الا ان يكون ورا السحاب الصقيل سحاب مظلم متكاثف فان السحاب الصقيل اذ ذاك يكون كالمرآة مؤديا الي البصر على نحو تادية البلور اذا جعل وراه شي غير مشف ولا يكون ذلك عن السحاب الصقيل وحده كما لا يكون عن البلور. ولا عن غير المشف وحده. وقد قيل ان بين السماء والارض بحر به حيوانات وحكي المسعودي ان لابزاة بارض الترك اذا سقطت انفس فراخها ومرضت سمت في اخر الجو الي الهوا البارد الكثيف فانزلت دواب تسكن هنالك فتغذيها بها ولا تلبث ان تقوي وتنهض

Page 123