انا فال وكره ذلك قوم قال ابو بكر الطرطوشي قال ابن وهب سالت مالكا عن الجلوس يوم عرفة يجلس اهل البلد في مسجدهم ويدعوا الامام الله تعالى ويدعون الي غروب الشمس فقال ما يعرف هذا وان الناس عندنا اليوم ليفعلونه قال ابن وهب سمعت مالكا يسال عن جلوس الناس في المسجد عشية عرفة بعد العصر واجتماعه للدعا. فقال ليس هذا من عمل الناس, وانما مفاتيح هذه الأشياء من البدع قال مالك في العتبية واكره ان يجلس اهل الافاق يوم عرفة في المساجد للدعا, ومن اجتمع اليه الناس للدعا فلينصرف ومقامه في منزله احب الي فاذا حضرت الصلاة رجع فصلي في المسجد.

وروي محمد بن وضاح ان الناس اجتمعوا بعد العصر من يوم عرفة في مسجل النبي يدعون فخرج نافع مولي ابن عمر فقال ايها الناس ان الذي انتم فيه بدعة وليست بسنة ادركت الناس ولا يصنعون هذا قال مالك بن انس. ولقد رايت ممن اقتدي بهم يتخلفون عشية عرفة في بيوتهم ط ثم قال ولا احب للرجل الذي قد علم يعني العالم ان يقعد عشية في المسجد تلك الية اذا ارادوا ان يقتدوا به وليقعد في بيته وقال الحارث ابن مسكين كنت اري اللهيث يعني ابن سعد يعزف بعد العصر يوم عرفة فال يرجع الي قرب المغرب وقال ابراهيم النخعي. الاجتماع يوم عرفة امر محدث.

وقال عطا الخرساني. ان استطعت ان تخلو عشية عرفة بنفسك فافعل وكان ابو وائل لا ياتي المسجد عشية عرفة قال الطرطوشي. فاعلموا رحمكم الله ان هؤلاء الائمة علموا فضل الدعا يوم عرفة ولكن علموا ان ذلك بموطن عرفة لا في غيرها ولا منعوا من خلا بنفسه فحضرته نية صادقة ان يدعو الله تعالى, وانما كرهوا الحوادث في الدين, وان يظن العوام ان من سنة يوم عرفة بسائر الافاق الاجتماع والدعا فيتداعي الامر الي ان يدخل في الدين ما ليس منه قال. وقد كنت ببيت المقدس. فاذا كان يوم عرفة حيث اهل السواد وكثير من اهل البلد فيقعدون في المسجد مستقبلي القبلة مرتفعة اصواتهم بالدعا كأنه موطن عرفة وكنت سبع هناك سماعة ة واشيا منهم ان من وقف ببيت المقدس اربع وقفات فانها تعدل حجة ثم يجعلونه ذريعة الي اسقاط حج بيت الله الحرام.

ومنهم من يطوف بقبة الصخرة تشبه بطواف بالكعبة وخرج الحافظ ابو القاسم ابن عساكر في ترجمة معاوية بن الريان قال خرجت مع سهل بن عبد العزيز الي اخيه عمر بن عبد العزيز حين استخلف فحضر فلما كان يوم عرفة صلي عمر العصر وانصرف الي منزله فلم يخرج الي المغرب ولم يقعد للناس.

Page 193