============================================================
الكواكب السيارة 2 من الجهة القبلية حوش ابن غلبون ذكره الموفق فى تاريخه وبنو غلبون قبور متلاصقة الى بعضها أحدها قبر الشيخ الفقيه الامام العالم آبى الطيب ابن غلبون كان من كمار المحدثين روى بسنده قال لما أمر الوليد ببناء مسجد دمشق وجدوا فى الحائط القبلى لوحا من هجر فيه مكتوب بالنقش كتابة بالقلم الروى فاتى به الوليد فبعث به الى الروم وسالهم عما فيه فلم يعرفوه فدل على وهب بن منبه فبعث اليه فحضر فلما حضر أحضروا له اللوح ففرآه فاذا هومن بناء هود النبى عليه السلام فلما رآه وهب حرك رأسه وقرآه واذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم ابن آدم لو رأيت مابقى من أجلك لزهدت ما ترجو من طول أملك وانما يلقاك ندمك اذا زلت بك قدمك وأسلمك أهلك وحشمك وانصرف عنك الحبيب ورد عليك القليب وصرت تدعى فلا تجيب فلا أنت الى أهلك عائد ولا فى عملك زائد فاعمل لنفسك قبل القيامة وقبل الحسرة والندامة وقبل أن يحضر آجلك وينزع ملك الموت منك روحك فلا ينفعك مال جمعته ولا ولد ولدته ولا آخ تركته وتصير الى منزل ضيق
ولاتجد فيه أخا ولاصديقا فاغتنم الحياة قبل الموت والقوة قبل الضعف والصحة قبل السقم قبل أن تؤخذ بالزلل ويحال بينك وبين العمل وكتب فى زمان سليمان بن داود عليه السلام وكان أبو الطيب يقول قال بعض الصالحين من خلا بالله آظهره لعيون الناس ومن خلا له أخفاه الله عن عيون الناس وروى عنه أنه قال بت ليلة من الليالى فى آيام أبى حريش وكان يقول بخلق القرآن وأنا مفكرفى ذلك مهموم لما قد نزل بالناس من الفتنة فبينا أنا نائم على فراشى اذا بهاتف قد جاعنى وقال لى قم فقمت فقال لى قل لا والذى رفع السما * ء بسلا دعائم للنظر فترينت بالساطعا ت اللامعات وبالقمر ما قال خلق فى القرا * ن بخلقه إلا كفر بل هو كلام مسنزل من عند خلاق البشر قال فلما فرغت قال لى اكتب فمددت يدى الى كتاب من كتبى فكتبت فيه فلما أصبحت ذكرت الرؤيا فمددت يدى الى كتاب من كتبى كان فى طاق الى جانبى وتصفحته فاذا الأبيات كما قال الهاتف فلست ولم آخرج الى الطريق فلما علا النهار خرجت الى حوائجى فمشيت قليلا واذا برجل قد قام وسلم على وقال أخبرنى بالرؤيا التى رأيتها البارحة فقلت من أخبرك بها قال شاعت بين الناس وتحدثوا بها فأخبرته بها توفى أبو الطيب ابن غلبون سسنة سبع وثمانين وثلثمائة وقيل كانوا أربعة يقرؤن كل يوم ختمة فما برحوا
Page 152