١٩ - الخطيب الأستاذ أبو سعيد فرج بن قاسم بن احمد بن لب
التغلبي (١)، وهو لهذا العهد بقيد الحياة:
هذا الرجل توكئ عليه لما عدم الزمان الوساد، وخلت الديار فساد، وخلف ثعلبانه الاساد، لم يستند إلى ابوة ترعى، ولا ناظر (٢) عن اصل الأصالة فرعا، انما هو اكتساب لا انتساب، ونجابة لم يقع عليها حساب، جعلت العلم درجا، واجبلت (٣) عليه بسببه فرجا، فنالت من أهلها ما اشتهت، واستأثرت بجنى السحوق، الجامحة عن (٤) اللحوق، وقد زهت، حتى إذا حصل المطلوب، واطمأنت بتحصيل الغاية القلوب، ودرت الحلوب غلب الهوى المغلوب، فبدا له، وحطت الحال الصالحة لادالة، وعزلت الجرحة العدالة، وساء الاعتقاد، وعظم من الناس الانتقاد، ونيطت الهنات، وهدمت الصروح المبتناة، وفكت الألسن العناة، وقبحت من بعد المشيب القالة (٥)، وشهدت بفساد المعاملة الأولى هذه الاستقالة (٦)، والشيخ
_________
(١) بين تأليف الإحاطة والكتيبة الكامنة تغيرت صورة ابن لب لدى لسان الدين. فقد وصفه في الإحاطة بأنه من أهل الخير والطهارة والذكاء والديانة وحسن الخلق وإنه كان معظمًا عند الخاصة والعامة مقرونًا اسمه بالتسويد. (انظر النفح ٨: ٢٤ - ٢٨) وقد ذكره الشيخ أبو زكريا السراج في فهرسته وقال: قل من لم يأخذ عنه في الأندلس في وقته وله تواليف وفتاوى؛ ولد ٧٠١ وتوفي ٧٨٢ راجع نيل الابتهاج: ٢١١ (ط. فاس) وبغية الوعاة: ٣٧٢.
(٢) خ بهامش ك: تأطر.
(٣) خ بهامش ك: وأملت.
(٤) ج: والجامحة على.
(٥) ج ك: الغناة.
(٦) الاستقالة: سقطت من ج.
1 / 67