وقد جمعت حول جثته أعواد أضرمت عليه نار فاحترق شعره واسودت بشرته ثم أعيد إلى حفرته، بمقبرة باب المحروق بمدينة فاس (١) .
- ٣ -
قلت أن ابن الخطيب كان يكتب " الكتيبة الكامنة " في جمادى الآخرة من عام ٧٧٤، وعمدتي في ذلك ما قاله هو في كتابه " الورقة: ٨٥ب ": " وكل من ذكر إلى هذا الحد من المشايخ والإعراب، وقد تسابقوا تسابق العراب إلى التراب؟ ومن يجري ذكره بعد هذا فهم بقيد الحياة لتمام جمادى الآخرة عام أربعة وسبعين وسبعمائة ". وتدل مقدمته للكتاب أيضا على انه كتبه وهو في سن عالية، وانه كان قد تخلى عن الحياة السياسية واستكمل دوره: " واستوعبت من صحبة المغرب حصتي، وختمت بالدعاء قصتي، ونزلت عن منصتي، وابتلعت غصتي ".
لكن يبقى هنالك أشكالا لابد من أثارته، وهو أن لسان الدين ذكر كتابه: " الكتيبة الكامنة في أدباء المائة الثامنة " في ثبت كتبه الذي أورده في كتاب الإحاطة (٢) . ونحن نعلم أن ابن الخطيب بدا تأليف الإحاطة في دور مبكر من حياته لعله يرقى إلى عام ٧٥٥هـ؟. ألا أن هذا الأشكال ينتفي إذا نحن تذكرنا أن الإحاطة لم يكتب دفعة واحدة، فحتى سنة ٧٦٣ كان ابن الخطيب قد جعله في مجلدات ستة،
_________
(١) تاريخ ابن خلدون ٧: ٣٤١ والنفح ٧: ٣٨ - ٣٩.
(٢) النفح ٨: ٣٠٣.
1 / 11